قامت الحملات الأمنية في الثلاثة أشهر الاخيرة بمداهمات قوية وواسعة على بعض الاحياء المكتظة بالوافدين وقد اطلعنا عبر الصحف كيف كانت هذه الحملات ومانتج عنها من القبض على عدد كبير من ممارسي السحر والشوذة واعمال الدعارة وتضامناً مع هذه الحملة قامت «الرياض» بزيارة لسجن النساء في الملز للقاء بعض النزيلات اللاتي تم القاء القبض عليهن في هذه الحملات وسوف نذكر مع كل نزيلة نوع القضية التي كتبت في بطاقتها الخاصة بالسجن.. خادمة في المنازل في البداية التقينا مع سيدة من اثيوبيا - اخلاقية - ليس لديها اقامة تبلغ من العمر 25 سنة دخلت الى مدينة الرياض من مكةالمكرمة منذ أربعة أشهر عن طريق سائق سعودي بعد ان دفعت له 1400 ريال وعندما تم ايقافه للتفتيش زعم بأن النساء اللاتي معه عائلته حيث اجلس احدى السيدات بجانبه على انها زوجته وعندما دخل الى مدينة الرياض انزل «محدثتنا» في حي منفوحة على ان تتدبر أمرها وقالت كنت أعمل خادمة في المنازل واسكن في حي منفوحة مع امرأة اخرى تبلغ من العمرعشرين سنة بيننا قرابة ومعنا ثلاثة رجال تربطنا بهم قرابة ونحن نعيش حياة طبيعية مثل حياتنا في اثيوبيا!! وكان لدينا خزنة صغيرة يملكها احد الرجال الساكنين معنا وعندما داهمتنا القوات الأمنية وطلبوا منه فتح الخزنة رفض ذلك فتحها وتحت الضغط فتحها وكان يوجد فيها مبالغ مالية». كما التقينا بنزيلة اخرى - اخلاقية - من نيجريا ليس لديها اقامة تسكن حي الشميسي مضى على تواجدها في مدينة الرياض اربعة ايام قبل القبض عليها وقد كانت تسكن في مكة جاءت الى السعودية بقصد الحج وبقيت فيها بعد انتهاء موسم الحج وقد القي القبض على زوجها في مكة وتم ترحيله وامضت في السجن مايقارب 24 يوماً حضرت الى الرياض بنفس طريقة النزيلة السابقة وتقول «حضرت الى الرياض مع اختي لزيارة خالتي ثم العودة الى نيجيريا الا ان القوات الأمنية داهمت المنزل الذي نعيش فيه وقبضوا علينا وحسب قول أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ان هناك سيدة نيجيرية هي التي بلغت عنا ولقد رأيناها مع رجال الهيئة، حيث القي القبض عليها قبلنا ويظهر انها لم تجد حل الا ان تورط معها مجموعة من النساء فكنا نحن الضحية..!! وذكرت انها سكنت مع اختها وخالتها وعندما سألنا اين زوج اختها الذي ذكرت انه يعيش مع اختها لم تجبنا وتساقطت دموعها باكية. الطائرة ش. سيدة نيجيرية - اخلاقية - اتت الى المملكة في الحج تحمل جواز سفر وليس لديها اقامة ورغم ذلك حضرت الى الرياض عن طريق الطائرة!! وكان سبب حضورها عدم وجود عمل في مكة حيث كانت تعمل خادمة في المنازل براتب قليل في نظرها مابين 500 - 600 ريال بينما الرواتب في منازل الرياض تصل الى 1200 ريال. تحدثت معنا بثبات وقوة (انا موجودة في الرياض منذ ثلاثة اشهر اسكن مع اقربائي في حي غبيرة ولم امارس اي عمل حيث طلب مني ان اسكن عندهم والبقاء في المنزل حتى يتم اصلاح اقامتي لأعمل بشكل نظامي لذا كنت اعمل جليسة لاطفال هذه الاسرة). وعندما سألناها اين تم القبض عليها ذكرت في حي الشميسي رغم انها ذكرت انها لم تكن تخرج من البيت بينما القي القبض عليها في حي غير الحي الذي تسكن فيه زاعمة انها ذهبت الى مستشفى الشميسي وكانت تمشي على قدميها بعد ان خرجت من المستشفى لايقاف ليموزين. سألناها كيف عرفتي الطريق وانت لاتخرجين من المنزل حسب قولك؟!. قالت ان خالي هو من اوصلني الى المستشفى. فسألناها هل هو عمك او خالك فعلاً؟! فقالت «لا ولكن لأنه رجل اقول له (أنكل). هذه السيدة هي من قال عنها معظم النساء النيجيريات انها هي من بلغت عنهن. عاملة نظافة من بنغلاديش - اخلاقية - تعمل في احدى المستشفيات الحكومية منذ سنة ونصف القي القبض عليها في البطحاء عندما كانت تقابل رجلا من نفس بلدها يعمل في احد المحلات وقد تعرفت عليه عن طريق الجوال وتقول «انهما كانا عازمان على الزواج» امضت مايقارب الشهر في السجن». وسيدة اخرى نيجيرية - اخلاقية - عاشت ثلاث سنوات في مكة اما في الرياض فمنذ شهر ولها شهر في السجن ولديها ابناء في مكةالمكرمة حصل خلاف بينها وبين زوجها فتركها وذهب الى نيجيريا تعمل خادمة في المنازل تسكن مع اختها في الشميسي وتم القبض عليهما مع نساء اخريات من نفس الجنسية لأنهن لايحملن اقامات حسب قولها. وتحدثت اختها - اخلاقية - قائلة (منذ ثلاث سنوات وانا اعيش في الرياض اعمل في خدمة المنازل كنت اسكن مع اختي في حي الروضة وعندما جاءت اختي الثالثة طلب زوج التي كنت اعيش معها ان نترك المنزل لأنه لم يعد يتسع لنا فذهبت انا وهي وسكنا في حي الشميسي وداهمتنا قوات الأمن) ونفت ان تكون لها أي علاقات مشبوهة. جوال و500 ريال كما تحدثت إلينا سيدة عراقية - أخلاقية - يظهر عليها الندم والتحسر كانت بين كل كلمة وأخرى تلعن الشيطان وتتعوذ منه وأنه السبب بما حصل لها من مصائب الشيطان وهي تعيش في المملكة العربية السعودية منذ أربعة عشر عاماً، متزوجة برجل سعودي ولها منه ابنتان احداهما 16 والأخرى 15 سنة لم تحصل على الجنسية السعودية وليس لديها إقامة تعيش مع بناتها في رماح ولديها مجموعة من الغنم والإبل حضرت من رماح إلى سوق حجاب في النسيم حسب قولها لشراء بعض الأغراض وأثناء تسوقها حضر إليها شابان تتراوح أعمارهما ما بين 15-20 سنة وطلبا منها أن تذهب معهما مقابل 500 ريال وجهاز جوال وتقول «إن الشابين اغرياني بما عرضاه عليّ فركبت معهما وتوجهنا إلى شقة مفروشة وقد اخرج أحدهما دفتر عائلة معه ولم اسمع ما قاله لعامل الاستقبال وعندما دخلت إلى الشقة شعرت بضيق داخل نفسي مما جعلني اخرج منها وأنا اصرخ مسرعة إلى الشارع وقبضت عليّ الهيئة». رغم أنها أمضت ما يقارب من أسبوعين في السجن إلا أنها لم تبلغ بناتها بعد بوجودها في هذا المكان، حيث يعشن فترة تواجدها في السجن مع عماتهن التي تذكر النزيلة أنها على وفاق تام معهن، هذا وقد سبق لها أن سجنت وتم ترحيلها لأنها لا تحمل إقامة حسب قولها ورجعت في شهر رمضان بزيارة عمرة. أنا خربانة كما دخلت علينا خادمة من اندونيسيا أمضت في السجن ما يقارب 14 يوما لم يمض علي تواجدها في مدينة الرياض سوى شهرين عندما سألناها عن قضيتها ردت بابتسامة «أنا خربانة» فشاركناها الابتسام الذي حولته إلى ضحك غلب عليه دموع الندم ثم قالت قصتها بعد أن أثنت على من كانت تعمل لديهم «في إحدى الأيام رن هاتف المنزل فاجبت عليه وكانت خادمة من اندونيسيا غلطانة بالرقم وعندما عرفت أني من نفس جنسيتها تجاذبت معي الحديث حتى الفنا على بعض وبدأنا نتكلم مع بعضنا فطلبت مني في أحد المرات أن اهرب من المنزل فلديها عمل لي براتب أفضل مما اتقاضاه قد يتعدى 1000 ريال وبالفعل نفذت ما قالته لي، حيث اخذت ليموزين وبما أني لا أعرف الأماكن اعطيت سائق الليموزين الجوال ليكلم الخادمة الأخرى وتصف له المكان وقد حصلت على الجوال من إحدى خادمات معارف كفيلي، حيث احضرته لي، أعطيت سائق الليموزين الجوال وعرف المكان وذهب بي إلى البطحاء في شقة تعيش فيها سيدتان اندونيسية وبنغلاديشية وزوجها واكتشفت أن هذه الشقة تمارس فيها الدعارة إلا أني رفضت هذا العمل وبقيت لمدة يومين في غرفتي أرفض الخروج حتى مل مني الرجل البنغلاديشي فذهب بي إلى حي العقيق وانزلني هناك وأنا لا أعرف أحد حتى اني تركت حقائبي في الشارع فلست قادرة على حملها وليس لي مكان اذهب إليه إلى أن وجدت صاحب بقالة اندونيسي وطلبت مساعدته إلا انه اذن لصلاة المغرب فبقيت في الشارع حتى يفتح محله مرة أخرى في هذا الوقت قبضت عليّ القوات الأمنية. في الختام يتوجب تقديم خالص الشكر للواء الدكتور علي الحارثي مدير عام سجون المملكة والعقيد سعيد الحربي مدير إدارة الشؤون العامة بالمديرية العامة للسجون ومنسوبات سجن النساء في الملز خاصة الاخصائية الاجتماعية منى الشربيني على تعاونهن لإعداد هذه المادة.