حث قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد العالم امس على حماية المدنيين في سوريا قائلا إن بعثة المراقبين العرب لم تتمكن من الحد من القمع الذي يمارسه الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين الذين يطالبون بإنهاء حكمه منذ عشرة أشهر. كما ثبت أيضا عجز القوى الكبرى عن وقف العنف في سوريا الذي تقول الأممالمتحدة إنه أسفر عن سقوط خمسة آلاف قتيل في حين تقول دمشق إن 2000 من قوات الأمن قتلوا. ودعا الأسعد المقيم في تركيا إلى تدخل دولي بدلا من بعثة المراقبين العرب التي لم يتبق على مهمتها سوى أيام. وقال لرويترز في مكالمة هاتفية "فشلت لجنة المراقبين بمهمتهم ومع اننا نحترم ونقدر عمل العرب الأخوة.. هم غير قادرين على ضبط الأمور أو مقاومة النظام." وأضاف "لهذا نطلب منهم تحويل الملف للمجلس الأعلى الأمني (مجلس الأمن الدولي) ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لأنهم أجدر بحماية السوريين خلال هذه المرحلة من الأخوة العرب." الى ذلك افاد مركز حقوقي ان 16 شخصا قتلوا الثلاثاء هم ثمانية مدنيين اثر انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين شمال غرب البلاد، وثمانية آخرون بنيران القوات السورية وعناصر موالية لها. ففي شمال غرب البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان "ثمانية مواطنين على الاقل استشهدوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق ادلب - حلب". ولم يرد في بيان المرصد اي تفاصيل حول ملابسات الحادث او عن مرتكبيه. وفي المنطقة نفسها، اضاف المرصد ان "ناشطا استشهد في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) اثر اصابته برصاص قناصة عندما كان يقف امام احد المتاجر". وفي حمص (وسط)، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد قتل سبعة مدنيين برصاص قوات الامن السورية. فقد اكد المصدر ذاته ان ناقلات جند مدرعة جابت شارع القاهرة الواقع في قلب المدينة "واطلقت النار بشكل عشوائي ما ادى الى استشهد مواطن واصابة تسعة اخرين في حي الخالدية". وتابع المرصد ان "مواطنا على الاقل استشهد في حي البياضة اثر اطلاق النار والقصف، كما قتل مواطن واصيب ثلاثة بجراح اثر اطلاق رصاص من حواجز امنية في حي كرم الزيتون، وقتلت سيدة برصاص قناصة في حي النازحين وسقط شهيد بحي بابا عمرو برصاص قناصة". واضاف "كما استشهد مواطنان يتحدران من القصير (ريف حمص) برصاص الشبيحة في حمص" مشيرا الى "استشهاد سائق سيارة اجرة من حي بابا عمرو كان قد اختطف قبل ايام من قبل الشبيحة بحسب الاهالي". من جانب آخر اكد ناشط حقوقي ان السلطات السورية افرجت الثلاثاء عن المعارض البارز والناشط الحقوقي نجاتي طيارة المعتقل منذ 12 ايار/مايو المنصرم. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه "ان المرصد علم من محامي الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان السلطات السورية افرجت عن طيارة قبل دقائق وانه تحدث معه هاتفيا ليتاكد من خبر الافراج عنه". وكان رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي وحرية التعبير المحامي خليل معتوق ذكر لوكالة فرانس برس ان قوات الامن "القت القبض على الناشط الحقوقي نجاتي طيارة في شارع خالد بن الوليد في مدينة حمص (وسط) في 12 مايو 2011". وذكر المرصد ان طيارة (66 عاما) "اعتقل في مدينة حمص يوم 12 مايو اثر تصريحات ادلى بها الى وسائل الاعلام وأحيل إلى القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة الى ان اخلي سبيله في 31 اب/اغسطس ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية". وطيارة معتقل سياسي سابق ولعب دورا بارزا في الحركة المطالبة بالحريات السياسية المعروفة باسم "ربيع دمشق" التي سحقت عام 2001 بعد عام من تولي بشار الأسد الرئاسة خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد. وطالب المرصد الذي هنأ طيارة بخروجه الى الحرية السلطات "بالافراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية".