عددٌ كبير من القياديين والمتميزين في تخصصاتهم العاملين في القطاع العام والقطاع الخاص هم من خريجي الابتعاث إلى دول مختلفة حيث أكملوا دراساتهم العليا بنجاح وتفوق ثم عادوا لخدمة الوطن. مناسبة هذا الكلام ما نشر في «الرياض» يوم الخميس 18 صفر 1433ه بعنوان: (دكتورة سعودية تدير برامج تربوية في أمريكا) وقرأت الخبر لأجد ان الأخت نوف بنت إبراهيم الوادي المبتعثة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين حصلت على درجة الدكتوراه في إدارة المناهج وتكنولوجيا المعلومات من جامعة إنديانا في أمريكا، وكانت رسالتها عن دقة المعايير المتبعة لتصنيف الطلاب والموهوبين من خلال تطبيق نظرية الذكاء المتعدد الحديثة في إحدى المدارس العامة بولاية كاليفورنيا. ويشير الخبر إلى ان هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في أمريكا التي تختبر نظرية (قاردنر) على الطلاب العاديين في مدارس الموهوبين ولهذا تم تكليف الدكتورة نوف مديرة للبرامج التربوية في إحدى الشركات المهتمة بتطوير وإعداد البرامج التربوية والمناهج في ولاية إنديانا. أجدها فرصة لتهنئة الموهوبة الأخت نوف وتهنئة أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات المبتعثين تقديراً لهم على تحمل الغربة، والجدية في التحصيل العلمي، والتفاعل الاجتماعي الذي يثري المعلومات والخبرات ليعود الخريج مؤهلاً لخدمة وطنه. الطلاب والطالبات المتفوقون من المبتعثين أعدادهم كبيرة ويصعب حصرهم في هذا المقال. وهم يستحقون التحية والتقدير وكذلك يستحقون أن نعتذر لهم حين ننتقد سلوكيات بعض المبتعثين بأسلوب التعميم واستناداً إلى معلومات غير دقيقة. إن الملحقيات الثقافية بحكم مسؤولياتها هي المخولة بالمتابعة والتقييم، وإصدار التقارير واتخاذ القرارات، ومن ثم واستناداً إلى ما يتم التوصل إليه من نتائج يتم تقدير ومكافأة المتفوقين، وتصحيح مسار المقصرين بالطرق التربوية والمهنية وليس بالتشهير والإساءة للجميع فإن تعدّل المسار فهذا هو المطلوب وإن استمر التقصير في الدراسة، أو كان هناك سلوكيات منافية للدين والأخلاق فعند ذلك يتم إلغاء البعثة. ولكن تخيل نفسك أحد الطلاب المتفوقين ثم تقرأ نقداً قاسياً يشمل الجميع ويشمل نسبة كبيرة من المبتعثين استناداً إلى انطباعات أو على وكالة (يقولون). شكراً للأخت نوف الوادي التي ذكرتني بأنه لا يمر أسبوع إلاّ ونقرأ عن تفوق طالب أو طالبة من المبتعثين والمبتعثات. وهذا يدفعني لتذكير المؤسسات العلمية والأجهزة الحكومية، والشركات بمتابعة أخبار المبتعثين لاستقطابهم وتهيئة الظروف العلمية والعملية التي تجذبهم وتحفزهم للعطاء والإبداع من خلال المواقع التي سوف يشغلونها في منظومة التنمية.