بالطبع ليس هناك ما يعادل وجود الوالدين في حياة الأبناء فوجود الأب والأم يقومان بالتربية والرعاية هو نعمة ولها فوائدها التربوية التي لايمكن نكرانها! ولكن بشرط ان يكون الزوجان (الوالدان) على وفاق!. ولكن قد تضطر بعض الأسر وبالذات الأمهات إلى أن يقمن بتربية أطفالهن وحدهن دون وجود الأب. وكثير من الأمهات يشعرن بالذنب لغياب الأب ورغم اضطرارهن لطلب الطلاق أو الانفصال. والحقيقة أن حياة الطفل مع والدته فقط أو ما يطلق عليه Single Parent ليست حياة كلها مليئة بالسيئات فلقد وجدت بعض الدراسات أن أطفال الأسرة ذات الوالد الواحد (الأم) يتسمون بالقدرة على تحمل المسؤولية وكذلك لديهم مهارة حل المشكلات، ويقومون بأداء واجباتهم المدرسية دون إلحاح من والدتهم. ويقومون بكثير من الأمور التي يقوم بها الوالدان في الأسر التي يعيش فيها الزوجان مع بعضهما!!. كذلك تختفي العلاقة الثلاثية من هذه الأسر والتي يقف فيها أحد الزوجين مع أحد الأبناء ضد الزوج الآخر!. تقول الكاتبة دولاورس كيرين Dolores Curran في كتابها "سمات الأسرة السعيدة" بأنها رأت مراهقا في أسرة من والد واحد يقوم بتدريب أخيه الصغير على ركوب الدراجة، ويقوم بذلك بكل صبر وحب وتتساءل هل يا ترى لو كان هذا المراهق يعيش مع والده ... هل كان سيقوم بهذا الدور؟. وترى الكاتبة أن كل البحوث وللأسف الشديد ركزت على سلبيات غياب الأب ووجود الأم فقط ولم تذكر بعض الإيجابيات لهذه الأسر!. فالأسرة التي فيها أم فقط ممكن أن تتمتع بكل سمات الأسرة السعيدة، لو ركزت فقط على نواحي القوة التي تملكها وفى النهاية ُتخرج للحياة أفرادا ناجحين يتمتعون بالصحة النفسية!. ولا ننسى أن كثيرا من الرجال والنساء من الأجيال السابقة مثلا تربوا على أيدي أمهاتهم فقط، وذلك لوفاة أزواجهن حيث كان الزوج أكبر سناً من زوجته بسنوات كبيرة!. وفي النهاية تحية لكل أم قامت بدور التربية وحدها رغم كل التحديات!!.