هل سبق أن مررت بتجربة حمل مصاب بسيارتك، و»الثواني» بالنسبة له هي الفاصل بين «الحياة» و»الموت»، تخيّل ذلك، وتصور أن يكون الطريق أمامك مغلقاً، فكيف سيكون وضعك النفسي حينها؟، هذه هي تساؤلات أغلب الأشخاص في شوارع «الأحساء» و شرق «الرياض» عند رؤيتهم طوابير عشرات سيارات يومياً، أمام أكثر تقاطعات القطار ازدحاماً، الواقع جوار النفق في مدينة «المبرز»ب»الأحساء»، ومثله بقية التقاطعات الأخرى التي يزيد عددها على خمسة تقاطعات في الأحساء، وتصل أحياء في وسط «الهفوف»، وغرب «المبرز»، وكذلك الطريق الرابط بين أكثر من أربعين قرية تقع شمال وشرق الأحساء، بحيث يحول عن الوصول إلى الغرب الذي يتواجد به أكبر وأهم مستشفيات الأحساء. وعند البحث عن أسباب كثرة أرتال السيارات وطول طوابيرها على مدار الساعة، تبيّن أن «المؤسسة العامة للخطوط الحديدية» غيّرت نظام التحكم في إغلاق التقاطعات من رجل أمن يتواجد في هذه التقاطعات، إلى تحكم آلي مركزي في مدينة «الدمام»، مما جعل أوقات الانتظار تتضاعف لأصحاب المركبات التي يصادف مرورهم وقت إغلاق التقاطع. وأشار رجل أمن - يعمل في «المؤسسة العامة للخطوط الحديدية»- إلى أن الوقت الذي كان يستغرق إغلاق التقاطع في السابق لم يكن يستغرق أكثر من ثلاث دقائق، أما في الوقت الحالي بعد أن أصبح التحكم مركزياً، يزيد وقت الإغلاق على 10 دقائق في معظم الأحيان، مضيفاً: «إذا حسبنا وقت الإغلاق الطويل الذي يسبق عبور القطار، ومعه وقت عبور القطار، وإذا كان قطار شحن فإن العملية قد تزيد على ربع ساعة!»، مبيناً أن زميله تعرض قبل أيام الى تهجم بعقال أحد قائدي المركبات الذي اشتط غضباً من طول فترة الانتظار. «طوابير السيارات» تتوقف بأمر «البوابات الآلية»..والحالات الطارئة تعاني وحول كيفية التعامل مع الحالات الطارئة مثل عبور «سيارة الإسعاف»، يتم أخذ الإذن من «الدمام»؛ ليتم فتح الطريق يدوياً، أما إذا كان الأمر يتعلق بسيارة خاصة وسط زحام السيارات، فلا يوجد هناك حلٌ آخر سوى «الانتظار» مهما كان ظرف صاحب السيارة. وكشف «محمد الأحمد» أنه اضطر للذهاب إلى مستشفى خاص لمساعدته في إيقاف نزيف زوجته، بعدما وجد أن الطريق المؤدي إلى مستشفى النساء والولادة والأطفال في غرب «المبرز» مغلق حتى أن يعبر قطار الشحن، ومع طول الانتظار دون أن يمر القطار، في وقت كانت فيه زوجته تنزف الدم بغزارة، وهو يقف بسيارته في وسط طابور طويل، فاضطر للصعود على الرصيف بسيارته؛ للذهاب إلى مستشفى خاص وإنقاذ زوجته. وروى «بدر سعود» أنه شاهد موقفاً عندما كانت فرقة ل»الدفاع المدني» منتقلة إلى حريق في حي «محاسن» في ساعات الذروة، وصادف عبور قطار الشحن، فاضطرت الفرقة بذلك إلى الانتظار لما يقارب 15 دقيقة في طابور السيارات الطويل والذي امتد من تقاطع القطار إلى منتصف شارع الظهران، متسائلاً عن وضع مكان الحريق، قائلاً: «في غرب المبرز توجد منطقة صناعية، تضم مئات الورش، والعمالة، وآلاف السيارات، فكيف سيكون مصيرهم في حال نشوب حريق، الدقيقة الواحدة مهمة في عملية إطفائه، فكيف بعشر دقائق أو كثر!». يشار إلى أن مسار القطار يفصل أحياء كبيرة عن «مستشفى الملك عبدالعزيز للحرس الوطني»، و»مستشفى النساء والولادة والأطفال»، و»مستشفى الأمير سعود بن جلوي الجديد»، و»المنطقة الصناعية»، ومواقع مهمة ل»شركة أرامكو»، و»شركة الكهرباء»، وعدد من الأحياء المكتظة بالسكان. وطالب مواطنون «مؤسسة الخطوط الحديدية» أن تختصر مدة وقت إغلاق التقاطع إلى النصف، أو العودة إلى النظام القديم، بتكليف رجل الأمن المتواجد في الموقع، وذلك مراعاةً لظروف الناس وحرصاً على سلامتهم، مبينين أنهم في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه أن تعمل «مؤسسة الخطوط الحديدية» على إنشاء كبارٍ على هذه التقاطعات في «الأحساء»و»الرياض»؛ لتسهيل حركة السير، زادت الطين بلّةً بتمديد فترة الانتظار، وجعلها آلية. طوابير السيارات تزيد من الحاجة إلى إنشاء جسر يختصر الوقت