علمت «الحياة» أن توقيع عقد نقل خط القطار الذي ينتصف أكبر مدينتين في محافظة الأحساء وهما الهفوفوالمبرز سيتم قريباً، في الوقت الذي أكدت فيه أنباء من أمانة الأحساء أن المشروع سيتم البدء فيه خلال العام الهجري الحالي. ويلح التوسع العمراني الذي تشهده الأحساء، والتطور الملحوظ في مشاريعها الخدمية وخصوصاً في مدينتي الهفوفوالمبرز، إلى الإسراع في تنفيذ مشروع نقل مسار الخطوط الحديدية للقطار الذي أصبح يخترق المدينتين من المنتصف، الأمر الذي يحدث إرباكاً مرورياً وتكدساً في معظم الأوقات، وخصوصاً في وقتي الذروة صباحاً عند ذهاب الموظفين، ومساءً وقت خروجهم. ويستغرق الانتظار لمرور قطار الشحن المكون في العادة من أكثر من 62 مقطورة، تحمل بضائع تجارية أكثر من 12 دقيقة، الأمر الذي يحدث تكدساً مرورياً كبيراً، و يتسبب في وقوع حوادث متفرقة، ويشكل الطريق الذي يمثل خط سير القطار، أمراً مقلقاً في حال إغلاقه في الوقت الذي تنقل فيه حالة مرضية مستعجلة مثل الولادة، حيث يقع مستشفى الولادة والأطفال في الجانب الآخر، وحالات الحوادث الأخرى، والحالات المرضية التي يستقبلها مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني، ومستشفى الأمير سعود بن جلوي، والذي ينتظر افتتاحه قريباً. ويعد هذا المشروع الضخم والذي رصدت له ميزانية كبيرة تفوق 700 مليون ريال، الحل الأمثل للمعوقات التي أحدثها الخط القديم، ومن خلاله سيتم دمج شرق المحافظة بغربها والذي عانى طويلاً من الفصل نتيجة وجود السكة الحديدية. وفي حال تم تنفيذ المشروع سيكون الامتداد العمراني من الشرق إلى الغرب طبيعياً دون وجود عائق، ما يتيح التفكير في مشاريع تنموية أخرى، ولن تمنع مخططات الأراضي المسار الجديد من الإنشاء، نتيجة أنها مخططات حكومية وهو ما يساعد في الإسراع بتنفيذ هذه النقلة النوعية في عمل المؤسسة، ووعدت المؤسسة في أكثر من تصريح سابق بتنفيذ المشروع بأعلى المواصفات والمقاييس العالمية، مستفيدة من التجارب السابقة في هذا المجال، ووفق توصيات من شركة استشارية متخصصة أيضاً. ولا يزال القطار وسيلة النقل التي يفضلها الكثيرون، والمتنقلون من الأحساء إلى الدمام أو الرياض أو القادمين منها، وسعت المؤسسة من طريق مشاريع عدة تطويرية للإبقاء على مكانة هذه الوسيلة تحت اهتمام مستخدميها، فأدخلت شبكة الانترنت في صالات الانتظار، ووضع مقطورة خاصة وذات بعد خدمي مميز، إلى جانب التخلي عن القطارات القديمة واستبدالها بأخرى حديثة. مع وجود المسار الحالي وإلى جانب كونه مؤثراً حقيقياً في إرباك المرور في قلب أكبر مدينتين في الأحساء، ويشكل خطراً متكرراً، نتيجة للحوادث الكثيرة التي وقعت من خروج القطار عن مساره، أو اصطدامه بالسيارات المخالفة والتي تتجاوز بشكل خاطئ، إلى جانب دهس حيوانات. وحاولت أمانة الأحساء المساهمة في وضع دراسة لنقل مسار سكة الحديد الحالي من وسط التكتل العمراني، إذ سبب صعوبة في وصول الخدمات التنموية للجهة الغربية من مدينة المبرز، نتيجة لارتفاع مستوى السكة الحديدية لأكثر من ثلاثة أمتار. ويرجع عمر السكة الحديدية في الأحساء إلى العام 1951، بعد موافقة المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، على إنشاء ميناء بري في الرياض وتوصيله بالميناء البحري في الدمام وذلك بمد سكة حديدية، هدفها نقل البضائع الموجودة في الميناء، والتي تعود لتجار في الرياض وغيرها، ليمر القطار بمراحل تطويرية من ذلك التاريخ وإلى الآن. وشهدت محافظة الأحساء توسعاً عمرانياً وخصوصاً وجود أكبر ثلاث مستشفيات في المنطقة وهي مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني، ومستشفى الأمير سعود بن جلوي، ومستشفى الولادة والأطفال، والمبنى الحديث للكلية التقنية، وقرب الانتهاء من مشروع جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، والذي يعد المشروع الطبي الأكاديمي الأضخم، إلى جانب الانتهاء من بيع الكثير من المخططات العمرانية في ذلك المكان، الأمر الذي يجعل وجود الخطوط الحديدية بشكلها القديم فاصلاً لكل هذه الخدمات الحيوية عن قلب المدينة.