تحول قداس عيد الميلاد ، الذي أقيم الليلة قبل الماضية بكاتدرائية العباسية إلى مظاهرة تندد بحكم المجلس العسكري ورحيله عن السلطة ، داخل الكاتدرائية وخارجها . ففي داخل الكاتدرائية ، بدأ البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية كلمته بتحية القادة العسكريين، إلا أن الحضور من الأقباط وأعضاء اتحاد سباب ماسبيرو هتفوا : «يسقط يسقط حكم العسكر» ، وعبروا عن رفضهم حضور أعضاء من المجلس العسكري داخل الكاتدرائية . وتشاجر أمن الكاتدرائية مع المحتجين ووقعت بعض المشادات بين الطرفين وخرج الشباب خارج الكاتدرائية. وخارج الكاتدرائية ، نظم نشطاء أقباط ومسلمون مسيرة احتجاجية ضد المجلس العسكري أثناء خروج قيادات المجلس من الكاتدرائية بعد أن قدموا التهنئة للبابا ، وهتف المتظاهرون ضد المجلس العسكري، مطالبين بإقالة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس ، ومعاقبة العسكريين المسؤولين عن سفك دماء المصريين في أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء. وقال رامي كامل عضو اتحاد شباب ماسبيرو وأحد المشاركين في المسيرة، إن الأقباط لن يهدؤوا قبل معاقبة العسكريين للجناة وأنهم سوف يقومون بحشد ضد العسكري في قداس عيد القيامة إذ حضر أحد منهم قبل تقديم الجناة، وأشاروا إلى أن هتافاتهم أثناء القداس كانت تهدف إلى إرسال رسالة إلى العسكري بأن دماء المصريين لم تجف بعد . إلى ذلك شارك وفد من جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي ، حزب الحرية والعدالة الأقباط احتفالهم بالعيد، وقال بيان للحزب إن قيادات الحزب والجماعة قدمت التهنئة للبابا شنودة بمناسبة عيد الميلاد المجيد وغادرت الكاتدرائية قبل بدء القداس . وأضاف البيان، أن حزب الحرية والعدالة أوفد رئيسه وأمينه العام لتقديم التهنئة للإخوة الأقباط بعيد الميلاد، حيث قدم الدكتور محمد مرسى والدكتور محمد سعد الكتاتنى التهنئة بالعيد للبابا شنودة، ثم غادرا الكاتدرائية قبل بدء القداس. كما قدم الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للإخوان التهنئة للبابا وغادر قبل بدء القداس التزاما بقاعدة شرعية تجيز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم دون المشاركة في طقوسها . في الوقت نفسه ، أكد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، خلال لقاء جماهيري بالإسكندرية أنه لا فرق بين مواطن مصري وآخر على أساس الدين ، فالأقباط لهم حق المواطنة ، لافتاً إلى أن الإسلام يدعو إلى احترام جميع الأديان الأخرى. إلى ذلك، اقترح محمود غريب عضو مجلس الشعب والمنتمى لحزب النور السلفي ، إنشاء وزارة تكون مهمتها جمع أموال الزكاة ، قائلا : « نحن في حاجة إلى التشريع الإسلامي». وأضاف أن هناك دراسة أكدت أنه في حالة دفع الأغنياء لأموال الزكاة سيتم جمع ما يقرب من 10 مليارات جنيه ، مقترحا إنشاء وزارة يكون اسمها بيت المال أو أى اسم آخر، نظرا لأن هناك من يتخوف من الأسماء الإسلامية وتكون مهمتها جمع مال الزكاة والعمل على بناء مصر.