احتفل الاقباط بعيد الميلاد في اجواء مفعمة بالاحتقان بعد العنف الذي تعرضوا له خلال العام المنصرم والمخاوف من هيمنة الاسلاميين على اول برلمان بعد سقوط نظام مبارك. وقالت سهير جمعة لدى خروجها من كنيسة في القاهرة بعد قداس عيد الميلاد، ان "المسيحيين لا يشعرون بالامان، كنا نعتقد ان الثورة ستغير الكثير واننا سنشهد زمنا افضل ولكن العكس" هو ما حدث. واعلنت السلطات ان اعدادا كبيرة من قوات الشرطة انتشرت منذ بعد الظهر الجمعة حول الكنائس لتأمين قداس عيد الميلاد الذي اقيم قبيل منتصف ليل الجمعة/السبت. وفي واشنطن، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى "حماية الاقليات المسيحية والاقليات من اديان اخرى"، مشيرا بصفة خاصة الى الاقباط المصريين الذين يمثلون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط. وفي فرنسا، قام وزير الداخلية كلود غيان المكلف ملف الديانات، ببادرة تجاه الاقباط بحضوره قداس عيد الميلاد في كنيسة قبطية في منطقة باريس. وتوجه العديد من المسؤولين والسياسيين المصريين مساء الجمعة الى مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في العباسية بوسط القاهرة للمشاركة في القداس الذي اقامه البابا شنوده الثالث احتفالا بعيد الميلاد. وحضر القداس الرجل الثاني في المجلس العسكري رئيس اركان الجيش الفريق سامي عنان وعشرة اخرون من اعضاء المجلس الممسك بزمام السلطة منذ اسقاط حسني مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي. واوفدت جماعة الاخوان المسلمين رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها محمد المرسي وامينه العام سعد الكتاتني للتهنئة بعيد الميلاد، الا انهما غادرا الكاتدرائية قبل بدء قداس عيد الميلاد. وحقق الاخوان نجاجا كبيرا في الانتخابات التشريعية التي بدأت في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وينتظر ان يفوزوا بقرابة 40% من مقاعد البرلمان ليصبحوا بذلك اكبر قوة سياسية في البلاد. وحل حزب النور السلفي في المرتبة الثانية بفوزه بقرابة 20% الى 25% من اصوات الناخبين. واحتفظ الاخوان وحزب النور بموقعيهما بعد الجولة الاولى من المرحلة الاخيرة للانتخابات التي اجريت الثلاثاء والاربعاء الماضيين. وضاعف الاخوان من تصريحاتهم التطمينية للاقباط ودعوا شبابهم الى المشاركة في حماية الكنائس ليلة عيد الميلاد. لكن الاقباط الذين يشكلون 6% الى 10% من اجمالي السكان في مصر البالغ عددهم 82 مليون نسمة، قلقون من الصعود غير المتوقع للسلفيين. ويقول فايز عبده، وهو مسيحي اخر شارك في قداس الميلاد، ان "الاخوان المسلمين يدلون بشكل عام بتصريحات متوازنة ولكننا نحشى السلفيين الذين يؤكدون في تصريحاتهم ان المسيحيين كفار وانه لا يمكنهم تولي مناصب رسمية". وقال البابا شنوده الثالث في عظة عيد الميلاد ان مصر "تمر بمرحلة انتقالية حرجة ولكنها ستمر منها بكل خير وسلام". واشاد البابا بدور الجيش المصري "الذي قدم كل التضحيات من اجل مصر وشعبها". وجاءت كلماته على الرغم من غضب نسبة كبيرة من الاقباط بسبب قمع الجيش لتظاهرة قام بها شبابهم في ايلول/سبتمبر الماضي ما اوقع 25 قتيلا معظمهم من المسيحيين. وادى هذا القمع الى تزايد الشعور بالتمييز في اوساط الاقباط. ومنذ سقوط مبارك، وقعت العديد من اعمال العنف وخصوصا الاشتباكات التي شهدها حي امبابة الشعبي بالقاهرة في 12 ايار/مايو والتي سقط خلالها 12 قتيلا واكثر من 200 جريح.