في الأدب الشعبي، تأتي القصة الشعبية وهي تصف مرحلة من مراحل الموروث الشعبي التي تبقى صورته جميله إذا ماصيغت بأسلوب جميل يصل إلى المتلقي. قديماً كانت مجالس الشعر عند كبار السن مرتعاً لحضور القصة الشعبية التي يتم سردها بشكلٍ جميل، بل أصبحت آنذاك متداولة بشكل متواصل، فيما من شأنه إحياء مجالس السمر والشعر بلذة المساء وطعم القهوة. وعندما يكون للمكان جمالياته في إضفاء الطابع الرائع على القصة الشعبية، فهذا مايجعلها بلاشك تأخذ اتجاهاً رائعاً يصاغ في سرد جمالي وعذب، ولذلك فإن الإحساس بالجمال لايكون سوى للإنسان الذي هو من لديه تلمس الجمال ومواطنه. نعلم بأن إحساس الإنسان بالجمال للمكان كطبيعة يكون فطرياً بمعنى أن الإنسان لايحتاج لوقت تدريبي عليه أو جهد،لأن الجمال الفطري الطبيعي هو الذي يدخل الى النفس تلقائياً ، وعندما تقترن القصة بالمكان وجماله،فهذا بلاشك يجعلنا نستشعر تلك الحكاية التي تبنى عليها القصة خصوصاً في النص الشعري الذي له بالطبع حدثاً خاصاً بشاعره الذي صاغه. الحديث عن الجمال يشكل أهمية كبيرة لدى الشعراء وإلا لما ظهرت قصائدهم عذبة ورائعة يستلذ بها القارئ والمحب للقصيدة الشعبية ولعل قضية الجمال تلك قد شغلت وأخذت حيزاً كبيراً خصوصاً عند الشعراء والرواه للقصص الشعبية،ولذلك اهتموا به اهتماماً كبيراً، فالحديث عندهم عن الجمال كثرخصوصاً علاقته بالواقع الذي يعيشه الإنسان في محيطه وهذا بلاشك ينم عن مدى الاهتمام بتلك العلاقة بين القصة والمكان جمالياً يضفي صورة عذبة تستمع إليها الأذن وتطرب لها. الإنسان بطبيعته له صلة بالمكان الذي له أبعاد عميقة وله معه علاقة وطيدة،ولذلك ظل المكان يشكل الأهمية بشكلٍ عام في مختلف النصوص الأدبية ومرتبط بها، فقديماً كان من يسرد القصة شعبية يورد في ثنايا قصته قصيده تصور حدث تلك القصة ، فيضفي عليها رونقاً وطابعاً جميلين خصوصاً إذا ماكان هناك مكان كانت فيه أحداث تلك القصة. وعلى أننا نفتقد حالياً لمن يروي لنا قصص من التراث الشعبي ألا في النادر القليل،ألا أننا وفي نفس الوقت نتشوق لسماع قصص شعبية تصور لنا ماكان عليه الآباء والأجداد وما كانوا عليه في بيئتهم وطبيعتهم الجميلة ، تلك التي تصور لنا عند سماع قصصهم جمالياتهم وجماليات أمكنتهم التي بقيت ذكرى تعانق الروعة. أخيراً : هي ليلةٍ والشوق فيها دعاني همسك عذوبة والشعر في حروفك يا أنتي عليك الله ليلي خذاني يمك أبي ضمة حنانك وشوفك