السرطان من الأمراض المستعصية . ومع ذلك فإن الصراع بين هذا المرض ووسائل الطب الحديث تزداد حدة من أجل القضاء عليه . وكلما تقدم الطب والعلم وتقدمت الاكتشافات في مجالات البحث والتحاليل ووسائل العلاج , كلما انحسر السرطان عن إصابة كثير من الناس , وقلّت احتمالات وجوده في كثير من المناطق في العالم. وفي الماضي كانت الفحوص التي يخضع لها الإنسان المشتبه في إصابته بمرض السرطان تأخذ وقتاً طويلاً وتقتضي كثيراً من الفحوصات المرهقة مادياً ومعنوياً. وفي حالة الإصابة فكلما كان اكتشاف السرطان مبكراً, كانت الفرصة لعلاجه أفضل وأسرع. وقد أصدرت الجمعية الأمريكية للسرطان , وهي من اكبر الهيئات المهتمة بهذا المرض من الناحية المادية والمعنوية , عدة توصيات مهمة بالنسبة للأشخاص غير المصابين . وتتلخص هذه التوصيات في إجراء فحوص دورية بالأشعة على فترات طويلة لضمان عدم الإصابة أو اكتشافها مبكراً إذا حدثت , وهي فحوص قليلة التكاليف , كما أنها تحول دون الإصابة بالفيروسات المعدية التي قد تنتج عن سحب عينات من الجسم , وخاصة بالنسبة لسرطانات القولون والأمعاء ... وتتضمن توصيات الجمعية الأمريكية للسرطان مايلي :- 1- في مجال أمراض القولون والمستقيم, فإن على كل من تجاوز الخمسين من عمره أن يجري فحصاً بالمنظار ما بين كل 3 سنوات – 5 سنوات. فإذا ثبت خلال فحصين متتاليين سلبية النتائج, فلا داعي لفحوص تالية إلى بقية العمر. 2- على كل سيدة متزوجة تجاوزت الثلاثين من عمرها أن تفحص عنق الرحم مرة كل ثلاث سنوات على الأقل . أما بعد الأربعين فيجب فحص منطقة الحوض مرة كل عام. 3- أما السيدات اللاتي بين الثلاثين والأربعين , فيجب إجراء كشف طبي عام مرة كل ثلاث سنوات . أما بعد سن الأربعين فيجب على الطبيب إجراء اختبار سنوي على المترددات على عيادته. ويفضل لمن هن ما بين العشرين والثلاثين من العمر أن يجرين فحصاً شهرياً على الثديين للتأكد من عدم وجود أي أجزاء متحجرة غير طبيعية . كما توصي الجمعية من هن في سن ما بين الثلاثين والأربعين إجراء كشف قاعدي بالأشعة على الثديين لمرة واحدة. 4- يؤكد خبراء جمعية السرطان الأوروبية أنه لا جدوى من فحص الرئتين وخاصة بالنسبة للمدخنين لان اكتشاف السرطان عندئذ سواء كان مبكراً أو متأخراً فالنتيجة واحدة , بعكس جميع أنواع السرطانات الأخرى وقانا الله جميعاً من شر السرطان !!