قابلت إدارة الشؤون الصحية في الأحساء استفسارات "الرياض" بالصمت، مع دخول أزمة عدم توفر دم في مستشفى الولادة والأطفال يومها السادس، وفيما تعثرت محاولات الاتصال المتكررة بمدير الشؤون الصحية في الأحساء، رفض مدير العلاقات العامة والإعلام في الشؤون الصحية ذاتها التجاوب بحجة ارتباطه بمناسبة. وبحسب معلومات استقتها "الرياض" من متخصصين، فإن عطلا أصاب جهاز تحليل الأمصال للالتهاب الكبدي "ب – ج" ومرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، ما يعني عدم إمكانية نقل الدم أو استقبال المتبرعين. وتأتي هذه التداعيات في وقت يرقد فيه أكثر من 450 مريضا بين طفل وامرأة على أسرة المستشفى، دخل معظمهم حالة من الإعياء نتيجة احتياجهم لعمليات تحتاج لنقل دم، بجانب أن التحوط لإجرائها يحتاج توافر كميات من الدم، وتتفاقم أوضاع المستشفى مع مراجعة 700 حالة له يوميا في ظل استمرار هذه الأزمة. وتلقت الصحيفة اتصالات من مرضى وذويهم يناشدون التدخل ونشر معاناتهم ليعلم المسؤولون حجم المعاناة التي يعيشونها مع التأجيل المستمر لعملياتهم بسبب عدم توفر الدم، وشكا المواطن عبدالمنعم الحدب من أن عدم توفر الدم يتكرر دوما في مستشفى الولادة والأطفال بالاحساء، وأنه راجع المستشفى لأكثر من 5 مرات وفي أوقات مختلفة ليجد أن المستشفى خاليا من الدم، وهو الأمر الذي يتسبب لإبنه محمد " 8.5 سنة " مضاعفات صحية كبيرة من بينها آلام في الرأس مع عدم القدرة على المذاكرة وشعوره بدوار في الرأس والرغبة في النوم بشكل مستمر، وهذه المضاعفات جميعها سبب عدم تبديل الدم. بدوره أكد المواطن عبدالسلام العتيبي أن الدم غير متوفر في المستشفى، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى، فقد عانى ابنه في عيد الأضحى الماضي المرض والألم المبرح مدة خمسة عشر يوما في انتظار إحضار محاليل. وعاش المستشفى في وقت سابق أزمة مماثلة مع عدم توفر المحاليل الطبية الخاصة بفحص الدم ما دفع بعض الفنيين إلى الذهاب إلى مدينة الدمام بسياراتهم الخاصة لإحضار هذه المحاليل لتسيير العمل وإنقاذ آلاف المرضى والمنومين والمراجعين في خطو إنسانية تجير لهؤلاء الفنيين الوطنيين، فيما غابت الشئون الصحية عن التفاعل مع كل هذه الأحداث.