في مقالة الأسبوع الماضي تحدثت عن وثيقة الشرف الإعلامي الإسلامي التي صدرت في ختام أعمال المؤتمر العالمي الإسلامي الذي عقد مؤخرا في العاصمة الأندونيسية جاكرتا، وذكرت أن هذه الوثيقة فيها من الوضوح والشفافية الشيء الكثير مما هو جدير بالتأمل والاسترشاد. وقد اشتملت هذه الوثيقة على مبادىء وأهداف عامة للإعلام الإسلامي، وحددت في الوقت نفسه واجبات رجال الإعلام في عالمنا الإسلامي، والتي من شأنها، في حال الالتزام بها، أن ترتقي بإعلامنا إلى درجات متقدمة. وبالإمعان في هذه المبادىء، والأهداف، والواجبات ومقارنتها بما اشتمل عليه نظام المطبوعات والنشر في المملكة العربية السعودية، والأمر الملكي الأخير الذي نص على تعديل بعض مواد هذا النظام نجد أن هناك تشابها في الكثير من المواد، ويظهر ذلك فيما يلي: - من بين المبادىء والأهداف العامة للوثيقة: ترسيخ الإيمان بقيم الإسلام ومبادئه الخلقية، ورسالته الرحيمة العالمية. وقد أشارت إلى ذلك المادة الثالثة من نظام المطبوعات والنشر التي ذكرت أن من أهم أهداف المطبوعات والنشر الدعوة إلى الدين الحنيف، ومكارم الأخلاق، والإرشاد إلى كل ما فيه الخير والصلاح ، ونشر الثقافة والمعرفة. - دعت وثيقة جاكرتا إلى كفالة الحرية المسؤولة المنضبطة بضوابط الشرع بوصفها حقا شرعيا لا يجوز المساس به ولا انتهاكه، وهذا ما أكدته المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر التي أشارت إلى أن حرية التعبير والرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية، كما أشارت المادة التاسعة بعد تعديلها إلى التزام كل مسؤول في المطبوعة بالنقد الموضوعي والبناء الهادف إلى المصلحة العامة، والمستند إلى وقائع وشواهد صحيحة. - اشارت وثيقة الشرف الإعلامي الإسلامي إلى الامتناع عن إذاعة أو نشر ما يمس الآداب العامة ... أو يرغب في الجريمة والعنف، والانتحار، أو يبعث الرعب، وفي هذا الاطار أكدت المادة التاسعة من نظام المطبوعات والنشر أن من بين ما يحظر نشره كل ما يشجع الاجرام، أو يحث عليه، وما يدعو إلى الإخلال بأمن البلاد أو نظامها العام. - إثارة النعرات وبث الفرقة بين المواطنين من الأمور التي يحظر نشرها وفقا لنظام المطبوعات والنشر، بعد التعديل، وجاء في الفقرة (ص) من واجبات رجال الإعلام في وثيقة الشرف الإعلامي الإسلامي ما نصه ( الامتناع والتصدي لأي نشر يشمل تحريضا طائفيا، أو تشجيعا على التفرقة أو التمييز على أساس الانتماء العرقي أو الوطني أو الطائفي.) من هنا نخلص إلى أن نظام المطبوعات والنشر جاء في كثير من مواده شاملا للأعراف وأخلاقيات العمل الإعلامي الرزين، والذي شكل قاعدة أساسية وقوية في صياغة وثيقة شرف إعلامي للمؤسسات الإعلامية ووسائل الاتصال في العالم الإسلامي، وفي هذا إجابة واضحة وصريحة على كثير من أسئلة التشكيك والانتقاص التي قد يثيرها البعض. والتي قد يكون مرد الكثير منها إلى اجتهادات تحتاج إلى إعادة نظر واتساع أفق قبل إصدار أحكام مسبقة، والاعتراض على الحقائق بعيدا عن الطرح الإعلامي المتوازن وفق ما تضمنه نظام المطبوعات والنشر في مواده الأساسية والمعدلة.