حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس المسؤولين في الوزارات والمقاولين ورجال الأعمال وكل من ولي ولاية من أمور المسلمين من الغش والخداع سواء في المشروعات الحكومية أوالخاصة أو التوظيف والتمييز بين المواطنين بحسب القبيلة أو المنطقة. كما حذر مفتي الفضائيات من إطلاق الفتاوى الشاذة تعصبا لرأي أو مذهب يدحضه الدليل الصريح في الكتاب والسنة. وقال فضيلته : من أسوأ الغش ما يفعله المقاولون في المشروعات الحكومية العامة أو الخاصة للمواطنين والتي يظهر جلياً بعد تنفيذها فهو إفساد وغش لولي الأمر وللمسلمين قال صلى الله عليه وسلم " لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان " وأضاف : اعلم أيها المسؤول أن المشاريع الحكومية التي تدخل في وزارتك أو إدارتك فأنت مسؤول عنها وكل إهمال وتفريط فيها غش عظيم للمسلمين وولي أمرهم، فيا من يريد نجاة نفسه التزم البيان والوضوح والإتقان فيما تقوم به من أعمال، وأبعد عن الغش والتدليس تكن نقيا سليما. وقال فضيلته : إن تحريم الغش والخيانة والنهي عن التدليس والخداع لا يقتصر على بيع وشراء أو تعامل تجاري بل يشمل كل غش يكون للمسلمين وفي كل مصالحهم في أمور حياتهم ومنها غش الكلمة الكاذبة التي تنشر وكل مقال يدعو إلى إفساد الأديان والأخلاق أو الأعراض ومن أعظم الغش ما ينشر في بعض الفضائيات من دعوات للرذيلة وتعليم الإجرام. كما أن من الغش إصدار الفتاوى استنادا لرأي فقهي مجرد مع وضوح مخالفته للدليل الصريح من القرآن والسنة لمجرد تعصب مذهبي، ومن أقبح الغش الغش فيما وليت من وظيفة حينما تستغلها بتقديم غير الكفء على الكفء في أي نوع من أنواع التقديم من ترقية أو ابتداء توظيف أوتولية أو نحو ذلك ويقبح ذلك إذا كان هذا لمصالح ذاتية ومنافع شخصية أو عنصرية أو نسبية أو إقليمية مما لا يستقيم مع شرع الله جل وعلا ولا مع المقاصد التي أرادها ولي الأمر في بلاد المسلمين. وقال فضيلته : إن من الأصول القطعية في الإسلام وجوب الصدق في الأقوال والأفعال في جميع المجالات وكافة التصرفات قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " , وإن الصدق في شريعة الإسلام مأمور به في جميع الصور والتعاملات صغيرها وكبيرها يقول صلى الله عليه وسلم : " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتمت محقت بركة بيعهما " , وإن من أشنع التصرفات وأقبح المسالك والتعاملات الغش والخداع بجميع صوره ومختلف أشكاله فمن زين له الشيطان الغش في تعامله وحسن له الهوى الخداع والتدليس لمصالح شخصية فليعلم أن الله له بالمرصاد وأنه قد عرض نفسه للعذاب " ويل للمطففين . الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنزهم يخسرون . ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون . اليوم عظيم . يوم يقوم الناس لرب العالمين " وقال فضيلته : يا من تأخذ أموال الناس بالغش والتدليس اتق الله جل وعلا تفكر في هذه الآيات العظيمات وازجر نفسك عن الموبقات والسيئات قبل فوات الأوان وحلول الممات، ذلك أن الغش إفساد في الأرض وخيانة وأذى للخلق وبخس وإنقاص للحق، فيا أخي المسلم اتق الجبار واعلم أن الغش في كافة التعاملات كبيرة من كبائر الذنوب لذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم : " من غشنا فليس منا "، ولحرصه صلى الله عليه وسلم لم يكتف بهذا التحذير العام بل حذر أمته من الغش في تصرفات خاصة لكثرة وقوعها وعموم بلواها وشدة خطره كالولاية في باب الولايات والوظائف يحذر صلى الله عليه وسلم من قلده الله شيئا من أمورهم واسترعاه عليهم ونصبه لمصالحهم حذره أن يغشهم أو أن يخونهم أو أن يتهاون في الاجتهاد لحفظ مصالحهم الدينية والدنيوية وتحقيقها قال صلى الله عليه وسلم " ما من وال يسترعيه الله جل وعلا على رعية ثم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرمه الله على الجنة "، وفي مجالات المعاملات المالية كالبيع والشراء والإجارة ونحوها قال تعالى : " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل "، وقد بلغت عناية الشريعة أن حرمت كل ذريعة تصل للغش " ولا تناجشوا " والنجش أن يزيد أحد في ثمن السلعة لا لشرائها بل لنفع البائع أوغش المشتري.