استأجر شاب هندي طائرة مروحية وحلق بها فوق منزل فتاة أحلامه ( بمبلغ يعادل4900 ريال) بينما كانت فرقة موسيقية تشنف الآذان تحت نافذتها (مقابل 1260 ريال). ثم اسقط الرجل باقات من الزهور من الطائرة ثم عرض على فتاته الزواج بخاتم من الألماس زنة خمسة قراريط. وأجابته الخطيبة بكلمة نعم. وعادة ما تتضمن مراسم الزواج في الهند دعوة مئات الضيوف وأياما من الاحتفالات وبينما يرتدي الحضور أزياء غاية في الأناقة. غير أن الزواج المترف بالنسبة الشبان الهنود الأثرياء لا يكفي ولذلك لا بد من أن تكون الخطوبة حدثا يبقى خالدا في الذاكرة لفترة طويلة. شاب يدبر خطة لاختطاف خطيبته على طريقة الأفلام ثم ينقذها ويجثو على ركبتيه طالبا الزواج!! وبجانب الاحتفالات في اليخوت الخاصة واللقطات السينمائية ذات الصبغة الشخصية التي تنتج خصيصا في مثل هذه المناسبات ،اخذ العديد من المحبين الشباب يطرحون السؤال التقليدي"هل تتزوجيني" بطريقة مسرحية ابعد ما تكون عن التقليدية. فقد طلب احد الخطاب من فرقة موسيقية في احد الأندية الليلية التوقف عن العزف لفترة تكفي لان يطلب يد فتاته أمام الحضور الذي اخذ يردد " قولي نعم! قولي نعم!" وهناك شركة في مومباي تساعد زبائنها على طلب أيدي فتيات أحلامهم بأغرب الطرق المبتكرة والمبتدعة. ويقول بابيش مهتا، مؤسس شركة "ماي جني" (28 عاما)، إننا نحقق للزبون ما يحلم به. يخبرني الزبون بأغرب ما يدور في ذهنه لأقوم بتحقيقه له." وعندما تتلقى الشركة الطلب، فإنها ترسل للزبون استبيانا بغرض الوصول لفهم اكبر للخطيبين وعلاقتهما، قبل أن تشرع في تحقيق "الحلم" المطلوب. وتقدم الشركة شيئا مبتكرا في كل مرة . ويري ماهتا أن الابتكار في طرق طلب يد الفتيات يعكس الانفتاح الذي حققه المجتمع الهندي، وان الناس يرغبون في تجربة أفكار مرحة حتى وان كانت غير مألوفة، بل وقد تنطوي على جنون. فقد طلب احد الشبان من ماهتا تدبير عملية اختطاف لمدة ست ساعات مستوحاة من أفلام هوليوود. وبعد إبلاغ والد الفتاة بما سيتم، استأجر ماهتا رجالا تنكروا في هيئة نساء مجرمات واختطفوا الفتاة إلى جهة غير معلومة ثم اتصلوا بالخاطب وطالبوه بفدية. وبينما كانت الفتاة تصيح وترتعد من الخوف، حطم الخاطب باب الغرفة " وأنقذ" الفتاة ، تماما كما يحدث في الأفلام، ثم جثا على ركبته وطلب يدها. ولعل المعجزة الكبرى هنا أنها أجابته بالقبول. ويقول مهتا إن عملية الاختطاف كلفت الزبون 17 ألف روبية( 1460 ريال). وبنمو ثروات الهند، ازداد حجم الأموال التي ينفقها الهنود على تزويج أولادهم. وتختار الصفوة إتمام الزيجات في أماكن خارج الهند، ما يستدعي تسديد نفقات إيواء الضيوف بعد نقلهم جوا، إلى وجهات مثل توسكاني وموريشوس. وكان مزارع حديث الثراء يعيش في إحدى ضواحي نيودلهي قد استأجر مروحية لنقل ابنه إلى قرية عروسه. ويقول ديفيا شادها، مدير شركة "ايه كيه ايه" للتخطيط للزيجات إن مراسم الزواج أخذت تتسم بالتبذير وان متوسط تكاليف الزواج الهندي بالنسبة لأسرة من الطبقة المتوسطة العليا لن يقل عن 222 ألف دولار(837 ألف ريال). ومن المفارقات أن 60 بالمئة من زبائن ماهتا من النساء. وقبل عيد الميلاد الماضي، ساعدت الشركة إحدى الفتيات على أن تعرض الزواج على فتى أحلامها بلافتات وضعت على مسافة تمد إلى ثماني كيلومترات‘ حيث كان الفتى المحظوظ يشاهدها وهو ينتقل بين منزله ومكان عمله. ويقول مهتا إن الفتيات الصغيرات اللواتي مازلن بالجامعات يدفعن رسما اقل بالمقارنة مع الشبان. ففي حين يدفع الرجل 87 ألف روبية(6500 ريال) تدفع الفتاة 12500 روبية( 1055 ريال). ويعمل بعض واضعي خطط الزواج الذين يقدمون خدماتهم للعملاء الأثرياء في مومباي على اقتراح أساليب جديدة "لطلب اليد". وفي حين أن معظم الأزواج يسلكون الطريق التقليدي المتمثل في حفل تقديم خاتم الخطوبة ، إلا أن الأثرياء في الطبقات العليا يطلبون ايدى فتياتهم بطريقة أكثر رومانسية وابتكارا. وفي هذا الصدد يقول شادها،" يعزى السبب في تنامي هذه الظاهرة إلى أن الهنود أخذوا يقلدون أشياء تحدث في الغرب." وبدأت طلبات اليد للزواج تأخذ طريقا إلى الزيجات المرتبة، الواسعة الانتشار في الهند، حيث يعمل بعض الأزواج على استغلال الوقت بين الخطوبة الرسمية التي رتبتها أسرتي الطرفين وبين موعد الزفاف في التعارف. ويقول ماهتا إن الزبائن يستعينون بخدماته لمساعدة الخطيبين على إضفاء مسحة رومانسية على زواجهما المرتب. فتنظيم مفاجأة سارة يمكّن الزوجين المرتقبين من تجسير هوة التواصل التي غالبا ما تنشأ في الزيجات المرتبة وتجعل علاقتهما اقل رسميةً. ويضيف ماهتا قائلا،" انك بذلك تكسر طابع الترتيب وتنتقل بالعلاقة إلى طابع الحب." ولم تكن الفتاة راديكا راو قد قررت بعد ما إذا كانت سوف توافق على زواج مرتب أم ستتزوج عن حب إلى أن التقت بشاب يدعي ايمانويل. وكان الاثنان يترددان على صالة للياقة البدنية في مومباي. وبينما كانت راديكا تسارع الخطى للحاق بالمصعد ، تمكن ايمانويل من إيقافه إلى أن دلفت إليه. وبعد ثمانية أشهر من التعارف، سافرت راديكا إلى واشنطن العاصمة لزيارة أقاربها. وقبيل أعياد الميلاد بقليل طار ايمانويل من مومباي إلى العاصمة الأميركية في رحلة لمدة 48 ساعة لمفاجأة راديكا بطلب يدها بالشموع والموسيقي الرومانسية. وبينما كان ايمانويل يمسك بيد راديكا،دخلت اثنتان من بنات شقيقتها إلى الغرفة وهما تحملان خاتم الخطوبة في صندوق. وجثا ايماويل على ركبته وطلب يدها. وقالت راديكا،" كان الأمر أشبه بحكاية خيالية.