تبقى دبلة الخطوبة حلماً وردياً يدغدغ أحلام الشباب والفتيات.. ويعتبر خاتم الخطوبة رمزاً لفرحة العمر وبناء حياة جديدة يشارك الرجل والمرأة في بنائها وإعمارها.. ولخاتم الخطوبة أكثر من حكاية.. حيث تختلف الروايات حول أصل وفصل دبلة الخطوبة ومن أين جاءت ولماذا توضع في البنصر الأيمن ثم تنتقل إلى البنصر الأيسر؟! وكيف تنظر الفتيات لدبلة الخطوبة؟ حكاية الدبلة بعض الروايات تقول إن الدبلة قد ظهرت في أول الأمر في عهد الفراعنة ومن ثم انتقلت إلى بلاد الإغريق فهم أول من استعمل الخاتم حسب روايات أخرى، حيث كان في أعرافهم أن يقدم الشاب إلى خطيبته خاتماً من حديد يضعه على سن السيف وتتناوله الخطيبة، والذين يرون أن الفراعنة هم أول من عرف الدبلة يشيرون إلى صور للخاتم في الآثار المصرية تؤكد أن المصريين القدماء هم أول من استخدم هذا الخاتم، وقد صمموه على شكل دائرة لأن الدائرة عندهم تعني الأبدية والخلود. وترجع عادة وضع دبلة الخطوبة في إصبع البنصر الأيمن في فترة الخطوبة، واستبداله بخنصر اليد اليسرى بعد الزواج إلى أسطورة قديمة مفادها أن البعض يعتقد أن هناك عصباً يمتد من اليد اليسرى إلى القلب، ولذلك فإن وجود الخاتم في هذا البنصر المتصل بالقلب الخفاق بالمحبة وبالتالي فهو مصدر الحياة والعواطف. ونجد عند بعض الشعوب مكان الخاتم هو اللسان وليس البنصر ففي قبيلة جوبيس الإفريقية تجبر المرأة على ثقب لسانها ليلة الزفاف حتى لا تكون ثرثارة ويمل منها زوجها، بعد ثقب اللسان، يتم وضع خاتم الخطوبة فيه يتدلى منه خيطاً طويلاً يمسك الزوج بطرفه فإذا ما ثرثرت الزوجة وأزعجت زوجها يكفيه بشدة واحدة من الخيط أن يضع حداً لثرثرتها وكثرة كلامها. خواتم من المعادن النفيسة وبعد أن كانت الخواتم من الحديد ومع تطور الزمن أصبحت من الذهب الأصفر والفضة وبمرور الوقت أصبح الكثير من الناس يفضلون الذهب الأبيض والألماس حتى أن بعض دبل الخطوبة يصل ثمنها إلى عشرة ملايين دولار، وتشير الأبحاث أن الخاتم تقليد حديث بالمعنى الجماعي، وأن المرحلة التي اعتمد فيها ليست محددة لكن من المؤكد أنه لم يكن منتشراً بهذه الطريقة. لقد تفننت شركات التصنيع والمصممون لخواتم الزواج فأصدرت أنواعاً عديدة مثل خاتم الوعد والذي يقدم عند البدء بعلاقة الزواج أو تأكيداً على أبديته. وهناك الخاتم الثلاثي الذي يحوي ثلاث ماسات والتي تمثل الماضي والحاضر والمستقبل في العلاقة الزوجية. وقد وجدت صور لخاتم الزواج في الآثار المصرية وقد اختاروا الخاتم؛ لأن الدائرة عند المصريين القدماء تعني الأبدية والخلود والزواج وارتباطاً روحياً إلى الأبد. وقد استخدم الأوروبيون خاتم الزواج بعد العام 900ميلادية ثم انتشر عند غيرهم في شعوب العالم ليبقى هذا الخاتم الصغير رمز الحب والود والاحترام المتبادل بين الطرفين، وقد عرف العرب والمسلمون خاتم الزواج قبل ذلك بكثير فهناك شواهد كثيرة على ذلك، ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يريد الخطوبة ولا يملك مهراً "التمس ولو خاتماً من حديد" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. تباين في وجهات النظر ترى غادة عبدالرحمن أن خاتم الخطوبة يشكل مرحلة حياة جديدة بالنسبة للمرأة ومن هذا المنطلق نجد أن المرأة أكثر حرصاً على الاحتفاظ بهذا الخاتم لأنه يحمل ذكرى عزيزة وغالية عليها. وتضيف بأنها لا تزال تحتفظ بخاتم خطوبتها بعد مرور أكثر من ربع قرن على زواجها. وأضافت بأن اسمها واسم زوجها محفوران على خاتم الخطوبة فهو يمثل ذكرى سعيدة. وترى منى عبدالعظيم بأن خاتم الخطوبة اليوم تطور بشكل كبير وأصبح هناك العديد من الموديلات والأنواع فمنها الذهب الأبيض أو الأصفر وبعضها من البلاتين المزدان بالألماس وبعضها الآخر كله من الألماس، وهناك تصاميم تبهر العقول وأضافت بأن المرأة أكثر احتفاظاً وعناية وحرصاً بخاتم الخطوبة من الرجل الذي سرعان ما يرميه جانباً؛ مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من الأزواج لا يرتدون في أصابعهم خاتم الزواج. يقول محيي الدين بأنه بعد زواجه بثلاثة شهور رمى الخاتم جانباً ورفض أن يضعه في إصبعه لأنه من الذهب حسب رأيه، ويعترف محمد أبرم أنه رفض منذ البداية أن تشتري له زوجته خاتماً من الذهب فطلب منها أن يكون الخاتم من الفضة، وقال متحدثاً عن شباب هذه الأيام كان الله في عونهم، فأسعار الذهب محلقة فكيف لهم بالزواج والمهور وتأمين البيت. وأضاف شباب اليوم أدار ظهره للزواج ولم يعد يفكر فيه لأن متطلبات الحياة أصبحت أكثر تعقيداً وبذلك ارتفعت نسبة أعمار المقبلين على الزواج. وتساءلت نهى إن كان خاتم الخطوبة أضحى حلماً بالنسبة للفتيات أمام هذه التعقيدات وارتفاع أسعار الذهب والمكملات الأخرى، وأضافت إحدى صديقاتي كلفها فستان زفافها أكثر من ثلاثين ألف ريال وتساءلت من يملك هذا المبلغ الذي يمكن أن تؤثث به شقة بالكامل.