في الشباب كل شيء يسير بثقة وثبات نحو هدف محدد، رسمته الإدارة وصممت على المضي قدما لتحقيقه، وهو لقب الدوري الغائب عن خزائن الفريق منذ نحو خمس مواسم مضت، وهاهو نصف المشوار يكتمل بتصدر الشبابيين للبطولة الأقوى والأثقل فنيا وبلا خسارة، بل أن انخفاض مستويات الفريق فنيا في بعض المباريات كان يقابلها إصرار قوي من اللاعبين لتحقيق الانتصارات أو الخروج بالتعادل على اقل تقدير، وهو ماتوجه الفريق بصدارة مستحقة للدوري. ولعل أكثر ما يحسب للإدارة الشبابية الناجحة، أنها رسمت خطواتها في خضم التعثر والظروف العصيبة التي عصفت بالفريق في الموسمين المنصرمين وخصوصا الموسم المنصرم، لتبدأ تحضيرات باكرة سبقت موسمها الجاري والناجح حتى الآن، فكان التعاقد مع الجهاز الفني المميز بقيادة المدرب البلجيكي ميشيل برودوم وجلب ثلاثة محترفين أجانب من ذوي الخبرة والتميز، مع الإبقاء على المدافع البرازيلي الصلب تفاريس مع بقية النجوم المحليين، وسط توفير مستحقات اللاعبين ومرتباتهم وإنهاء تجديد العقود الاحترافية المنتهية مدتها، بكل هدوء ودون ضجيج إعلامي. وما يجدر ذكره أن الاستقرار الإداري والمالي الذي يعيشه الشباب، كان حافزا وداعما مهما لمسيرة الفريق، وتصحيح أوضاعه سريعا كما أن السياسة الإعلامية المتوازنة في التصريحات والأحاديث الإعلامية، ظهرت هذا الموسم أكثر هدوءاً وحكمة، مما خلق أجواء مناسبة للاعب الشبابي للعطاء والإبداع دون ضغوط، وهو ماكان يتميز به الشبابيون طوال تاريخ منجزاتهم وبطولاتهم الماضية، في ظل الابتعاد عن الضغط الجماهيري والإعلامي المتزايد، الذي قد يواجهه جاراه (الهلال والنصر) مثلا عند أي إخفاق أو تعثر. الشباب المرشح الأبرز لتحقيق بطولة الدوري، أنجز نصف المهمة فقط بنهاية الدور الأول، وان كان انقضى المهم فقد تبقى أمام الشبابيين الأهم، وهو مواصلة النهج ذاته فنيا وإداريا فيما تبقى من مشوار الدوري الطويل والصعب، إن واصلوا عزمهم على كسب اللقب والتحدي المشروع مع بقية المنافسين، ولعل الخبرة الإدارية التي تتمتع بها الإدارة الشبابية، ستضع الفريق في منأى عن الاستكانة والخنوع لما تحقق، دون النظر لأهمية المرحلة المقبلة من الدور الثاني للدوري وإدراك صعوبتها، وهي المرحلة التي تحدد تفوق الشباب أو غيره من الفرق الطامحة للتحدي، وكسب اللقب الأصعب هذا الموسم.