ليلة شبابية من أجمل الليالي، قدم خلالها الفريق الأولمبي سهرة كروية تجلى فيها باللقب الغالي أول من أمس، إذ سطّر «الليوث» فيها أروع مستوياتهم الأدائية، ورسموا أحلى لوحاتهم الفنية، وحصدوا أول ألقابهم الذهبية في الموسم الرياضي الحالي، ليلة بيضاء بكل ما فيها، نطق كل شيء فيها باسم الشباب، الأداء والعطاء والإبداع والإمتاع، ليلة تسلّم فيها الشبابيون كأس فيصل بن فهد الغالية من نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، بعد الانتصار على الهلال في كرنفال النهائي المثير بهدفين في مقابل هدف وحيد. وحسم أبطال الشباب لقبهم في الشوط الثاني، بعدما اختاروا الطريق الصعب على طريقة الأندية الكبيرة، إذ خرجوا من الشوط الأول بهدف في شباكهم، أثار الخوف والقلق بين جماهيرهم، ولكن اللاعبين أكدوا أحقيتهم بالحصول على الكأس الذهبية في الشوط الثاني، بعدما صالوا وجالوا في أرض النزال، وقالوا كلمتهم بكل قوة أمام منافسهم الهلال، وأحرزوا هدفين جميلين من المحور «المتألق» عبدالملك الخيبري برأسية ماكرة، ومن الموهوب «الجديد» علي عطيف بتسديدة رائعة، وأنهوا اللقاء على طريقتهم الخاصة، واحتفلوا بالكأس وسط جماهيرهم التي خرجت من الملعب مرفوعة الرأس متوشحة بالشالات البيضاء والسوداء تعبّر عن فرحتها باللقب في شوارع الرياض. وبالأمس نجح الشباب في مشواره الرائع في البطولة، وتكللت جهود لاعبيه وجهازيه الفني والإداري بالحفاظ على لقبه، فمن شاهد مسيرة الفريق في الأدوار التمهيدية، يدرك أن العمل الناجح والعزيمة والإصرار والتحدي من شأنها أن تصنع المستحيل في عالم الكرة، اذ مر الشباب بظروف صعبة، وعانى الأمرين من غيابات بعض اللاعبين جراء الإصابات والإيقافات، ولكن القاعدة الصلبة كان لها رأي آخر في مواصلة رحلة التألق والنجومية حتى النهاية، ربما يكون منعطف الفتح في الأحساء هو أصعب منعطف واجهه الفريق، خسارة في الشوط الأول بهدفين من دون رد، وتألق في الشوط الثاني، وعودة من الباب الواسع، ومعادلة النتيجة، وتفوق في الأشواط الإضافية بهدف ثالث كان كفيلاً بنقل الفريق إلى المباراة النهائية، والتي توّجت الفريق أخيراً بالكأس الذهبية. وكسب «شيخ الأندية السعودية» مكاسب جمة من البطولة، إضافة إلى الكأس الغالية، وفي مقدمها كوكبة النجوم الرائعة التي برزت وتألقت وسطعت في سماء البطولة، أمثال صانع الألعاب البارع علي عطيف والمهاجم اللامع عبدالعزيز اليوسف والحارس الواعد حسين شيعان وفهد حمد، وعودة بعض اللاعبين للتألق والإبداع، ومنهم الهداف فيصل السلطان وعبدالملك الخيبري والسعران، ومن خلفهم الجهاز الفني الناجح بقيادة المدرب البرتغالي باتشيكو، والجهاز الإداري الذي يوجد على رأسه خالد المعجل، والإداري «الخبير» سالم سرور، وتحت قيادة الإدارة الشبابية برئاسة خالد البلطان الذين شكّلوا جميعاً منظومة عمل رائعة، حققت أحلام وطموحات وآمال الجماهير الشبابية في كل مكان.