ليلة شبابية من أجمل الليالي، وسهرة كروية تجلى فيها نجوم شيخ الأندية السعودية باللقب الغالي، كأس الدوري السعودي للمرة السادسة في تاريخه، ملحمة كروية سطر فيها «الليوث» أروع مستوياتهم الأدائية ورسموا أجمل لوحاتهم الفنية، وحصدوا أقوى ألقابهم المحلية في السنوات الأخيرة، ليلة بيضاء بكل ما فيها، نطق كل شيء فيها باسم الشباب، الأداء والعطاء والإبداع والإمتاع، ليلة تسلّم فيها الشبابيون ثمرة جهدهم وتعبهم طوال الموسم الرياضي، وذلك بعد تعادلهم في اللقاء الختامي مع فريق الأهلي في جدة بهدف لكل منهما، لينُهي الأبطال موسمهم الكروي من دون هزيمة، محطمين كل الأرقام القياسية، وليؤكد أبناء الكيان النموذجي علو مكانة ناديهم ورفعة شأنه وتطوره ونيله لقب أفض فريق سعودي في العام الحالي من دون منازع. وحسم أبطال الشباب لقبهم الغالي الجديد في أصعب مواجهة ومن أمام الوصيف الأهلي المدجج بسلاحي الأرض والجمهور، الذي كان يطمح أيضاً إلى تحقيق اللقب لو حقق الانتصار، إذ سيطر الشبابيون على اللقاء منذ دقائقه الأولى، وأنهوا الشوط الأول لمصلحتهم بلمسة الهداف ناصر الشمراني، وفي الشوط الثاني واصلوا الإبداع والإمتاع على رغم هجمات الأهلي السريعة وهدفه غير القانوني، لتنتهي أحداث اللقاء بالتعادل الإيجابي 1/1 ويتوج الأبطال باللقب الغالي وسط تشجيع ومؤازرة جماهيرهم الكبيرة التي احتفلت باللقب كثيراً في مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة وفي نادي الشباب، متوشحة بالشالات البيضاء والسوداء، لتعبّر عن فرحتها الكبيرة باللقب الذهبي. وتألق الشبابيون كثيراً في موسمهم الرياضي الناجح بقيادة المدرب البلجيكي البارع ميشيل برودوم، الذم قدم الفريق في أبهى حلّة وأجمل صورة على المستطيل الأخضر، ورسم له أسلوباً فنياً متطوراً، وتكتيكاً حديثاً مميزاً على طريقة كبار المدربين في العالم، ليتألق أفراد المنظومة البيضاء في خطوط اللعب كافة، ويسطروا أروع ملاحمهم الكروية من بداية الدوري وحتى نهايته، ويسعدوا جماهيرهم الوفية التي تزداد بأعداد كبيرة عاماً بعد عام. وأسهمت الانتدابات الرائعة التي أنجزتها الإدارة الشبابية برئاسة الخبير خالد البلطان في إعطاء الفريق رونقاً جذاباً، ومظهراً ماتعاً، بعد التعاقد مع البرازيلي المميز فرناندو مينيغازو وصانع الألعاب الأوزبكي سيرفر جيباروف والبرازيلي المبدع ويندل، إلى جانب المدافع البرازيلي العملاق مارسيلو تفاريس، الذي واصل مشواره مع الفريق للعام الثاني على التوالي، ومهاجم الكرة السعودية الواعد هداف الوحدة السابق مختار فلاتة، وغيرها من الصفقات المحلية الرائعة التي كانت بمثابة البشائر السارة لأنصار وعشاق ومحبي «الليث» في كل مكان. ويفخر الرئيس الحالي خالد البلطان ومن سبقه من الرؤساء الشبابيين في الكيان النموذجي دائماً وأبداً بالسياسة العلمية الدقيقة والاستراتيجية بعيدة المدى التي أسسها رئيس النادي الفخري وقلبه النابض الأمير خالد بن سلطان باني أمجاده الحقيقية ومؤسس نهضته الفعلية، الذي رسم مسار التفوق وقدم خريطة الطريق للإدارات الشبابية المتوالية والأجيال المتلاحقة نحو منصات التتويج، وأسهم بفكره الإداري والرياضي الراقي وسياسته الخططية الناجحة وأفكاره ورؤاه المستقبلية الهادفة في أن يجعل من كيان الشباب صرحاً رياضياً شامخاً في سماء القارة الآسيوية، ينافس على الألقاب الذهبية ويحصد البطولات والإنجازات بصفة دائمة، ويمثل لاعبوه ناديهم في الألعاب كافة خير تمثيل، ويتنافسون مع منافسيهم بكل تألق ومثالية وروح معنوية وأخاق عالية في الاستحقاقات الرياضية. يعد فريق الشباب أقل الفرق خسارة بنسبة قدرها 0%، وأكثر فريق حقق فوزاً خارج أرضه بنسبة قدرها 81%، كما حقق أطول مدة حفاظاً على نظافة شباكة ب481 دقيقة، فيما يملك «الليث» أكثر الدفاعات صلابة إذ لم يلج مرماه سوى 16 هدفاً، وحاز ناصر الشمراني على هداف الدوري ب21 هدف مناصفة مع مهاجم الأهلي فيكتور سيموس.