استهل يوم أمس وزراء الثقافة للدول الإسلامية مؤتمرهم السابع بالعاصمة الجزائر باستعراض الوفود المشاركة تقارير دولهم حول مدى تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي التي أقّرها مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد بدكار العام 1991 وتقييم حصيلة الاستراتيجيات والخطط والبرامج والمشروعات و عددها 11 إستراتيجية أطلقتها المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة ( أيسيسكو ) منذ إنشائها العام 1982 . وفي هذا السياق قال مساعد المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة المغربي محمود ريغي في تصريح ل " الرياض " على هامش أشغال المؤتمر الذي يدوم يومين: إن عددا من المشاريع التي تم إطلاقها منذ أزيد من 20 سنة ، وأخرى أملتها ظروف دولية ألقت بظلالها على العالم الإسلامي، سيجري استعراض وتيرة تقدمها من حيث التنفيذ واقعا، على رأسها مشروع إستراتيجية العمل الثقافي في الغرب الموجّهة للجاليات والأقليات الإسلامية أو ما تعرف ب " إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي " التي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي التاسع المنعقد في الدوحة العام 2000 فضلا عن وضع مشاريع الخطوط العريضة لخطة العمل الثلاثية للسنوات الثلاث المقبلة خلال الفترة 2013-2015م. ولكون هذه الاستراتيجية تأتي في سياق دولي تحتاج فيه الشعوب إلى ثقافة السلم والإخاء لا ثقافة التنافر والعداء أشاد مدير عام الإسيسيكو الدكتور التويجري لدى افتتاحه أشغال المؤتمر بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ل " الحوار بين أتباع الأديان والثقافات واصفا إياها ب " التاريخية " " وأنها جاءت " في الوقت المناسب " .. كما أعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي ووزير الثقافة والسياحة في جمهورية أذربيجان أبو الفاس غراييف تبنيهم للمبادرة. وأكد التويجري أن هيئته تولي " اهتماماً كبيراً " لمبادرة الملك عبدالله كونها " تنسجم تماماً مع الرسالة الإسلامية الحضارية التي تنهض بها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " فضلا عن انسجامها مع الشعار الذي تنعقد تحته طبعة الجزائر وهو " من أجل تعزيز نتائج السنة الدولية للتقارب بين الثقافات وتفعيل دور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار" واستعداد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة للمشاركة في الاجتماع التحضيري ل (منتدى باكو الثاني لحوار الثقافات 2013)، الذي سيعقد في مدينة ستراسبورغ في فرنسا، في 21 ديسمبر / كانون الأول الجاري. وكان المدير العام للأيسيسكو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي عشية انطلاق فعاليات المؤتمر السابع لوزراء الثقافة للدول الإسلامية أعلن قرار الأيسيسكو إنشاء صندوق إعانة لدعم ميزانية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( يونيسكو) نصرة للقضية الفلسطينية.. حيث أوضح التويجري في هذا السياق بأن القرار يهدف إلى سد عجز في صندوق اليونسكو قيمته 70 مليون دولار أمريكي.. وقد حظي الوفد السعودي المشارك في أشغال المؤتمر السابع لوزراء الثقافة للدول الإسلامية، والذي يرأسه نائب وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد الله بن صالح الجاسر بضيافة لدى سفير المملكة بالجزائر الدكتور سامي بن عبدالله الصالح الذي أقام على شرف الوفد مأدبة عشاء حضرها إلى جانب أعضاء الوفد السعودي وزير الاتصال الجزائري ناصر مهل ومديرة معهد العالم العربي بباريس السعودية منى خزندار وعدد من المثقفين والإعلاميين.