قرأت في عدد جريدة الرياض رقم 13482 في 23/5/2005م مقالة الكاتبة ناهد سعيد باشطح عن حقوق النساء قالت فيها إن بعض النساء يدركن حقوقهن المشروعة إلا أن البعض الآخر لايدركن ذلك وأشارت إلى عينة من السجينات اللاتي سألتهن فأجبن بأنهن لم يشعرن بالظلم كونهن نساء ولامرة في حياتهن وإنها تتعجب من هذا الجواب وتفسره بأن معني ذلك أنهن لايعرفن معني الظلم أو التمييز. وهي في الختام تقول لماذا لانعترف بأن لدينا خللاً في تعاملنا مع قضايا المرأة ولماذا توصم الكاتبة التي تتحدث عن حقوق النساء بالتحرر السيئ والإنحلال ثم تقول أفهم أن يفكر الرجال هكذا ولكن كيف أفهم إذا تشدقت بها النساء. وأحب أن أعلق بوصفي مواطنة وكوني امرأة فالحقيقة أن الظلم ليس مرتبطا بجنس معين أو عمر معين لأن الظلم كما يصيب المرأة يصيب الرجل وكما يصيب الفتاة يصيب العجوز وقد يقع على الأطفال نساءً ورجالاً ووجود بعض البيوت التي يوجد فيها نساء مظلومات لايعني عدم وجود بيوت مليئة بالنساء اللاتي لايحسسن بوقوع الظلم بل يشعرن بالرجل إنساناً يضفي على من حوله السعادة والاستقرار وأنا لا أتكلم عن الأخطاء فمَنْ من البشر لايخطئ؟..ولكن على العموم لأن الشاذ لايقاس عليه وأما موضوع الحقوق والتحرر فهو موضوع شائك فأما الفتاة التي زوَّجها أبوها ولم يتركها تدرس فهناك أيضاً أطفال حوَّلهم أهلهم إلى العمل من الصغر ولم يتركوهم يتابعون دراستهم وأما الموظفة التي يتسلم راتبها أبوها ويعطيها منه الفتات إن أعطي فإنني أشك بأن هناك عدداً كبيراً من الآباء يفعل ذلك والشاذ لايقاس عليه ولكن لماذا ننسي أن الأب يأخذ راتب ابنه ويصرفه على جميع أفراد الأسرة بمن فيهم البنات ولماذا ننسي أن بعض الآباء وبعض الشباب تحولوا إلى سانقين لأفراد أسرتهم من النساء وأما عن الفتاة التي تريد أن تدرس تخصصاً معيناً في الجامعة فوجَدَته مخصصاً للذكور فالحقيقة أن الرجال أيضا يحسون بالغبن والظلم لأنهم أيضاً لايستطيعون دراسة التخصص الذي يريدونه لأنهم بحاجة إلى تخطي العديد من العقبات ومنها الواسطة. إن المطالبة بالحقوق الثابتة شرعاً من أشرف الأمور وأجلِّها ولكن المطالبة بأمور محرمة شرعاً بدعوى التحرر أو غيره من أسوأ الأمور وأحطها ولقد اختلط الأمر هذه الأيام وأصبحت المرأة تأخذ حيزاً كبيراً من الحديث في المنتديات والمجتمع وعلى صفحات الصحف. ولكن ما دام الخالق سبحانه وتعالى جعل على الأرض نساء ورجالاً فلاشك أنه يوجد اختلاف ولكل واحد منهما رسالة وبينهما فروق لابد من وضعها في الحسبان ليس مطلوباً أبداً أن يكون هناك اختلاط في الدراسة وليس مطلوباً أبداً السفر إلى الخارج بدون محرم وليس مطلوباً أبداً أن يسمح للمرأة بقيادة السيارة لوحدها وليس مطلوباً أبداً أن يسمح لها بالسكن في الفنادق والشقق المفروشة لوحدها ليس لأن المرأة شيطان والرجل ملاك وليس لأن المرأة فريسة والرجل صياد بل لأن الدين حثَّنا على ذلك وما يفيدنا أن يكون معنا الأب والزوج والابن محرماً ومرافقاً ولماذا لم يقولوا هذا امتهان لحقوقنا ووقتنا وظروفنا نحن نعلم أن الرجل الشريف المسلم هو محرم لكل مسلمة وسند لكل مسلمة أيضاً ولكننا لانضع ذلك للظروف ولكن مسلمات تطبق في كل زمان ومكان وفي الختام أرجو من كل امرأة مزروع فيها روح العروبة والإسلام أن تتقي الله في كل ماتكتبه طالبن بحقوقنا الشرعية ولكن لاتطلبن شيئاً من شأنه أن ينحرف بالفتاة السعودية إلى الهاوية. ٭ سكاكا- الجوف