سعد الحارثي أصبح هلالياً وهو الأمر الذي قد لا يتخيله عشاق الأصفر، ربما لوقع الصدمة التي أحدثها مثل هذا الخبر. الذابح على الرغم من هبوط مستواه خلال العامين الماضيين، لكن ما يجب أن نشير إليه في هذا الحدث الكروي المثير في الكرة السعودية هو أن الحارثي اتخذ قراراً مصيرياً ذكياً للغاية لأنه أدرك حقيقة الوضع الذي يعيشهُ فريقه السابق النصر، حيث التخبطات الإدارية في اتخاذ القرارات والاختلافات بين أعضاء الشرف وعدم توافقهم وغيرها من المعضلات التي حرمت الفريق من نيل البطولات كما كان في سابق عهده. لقد أدرك الحارثي يقيناً أن إدارة النصر لو منحته عرضاً احترافيا مغرياً أفضل بكثير من العقد المقدم من المنافس الهلالي فإنه ستمر عليه شهور طويلة من المماطلة قبل أن يستلم مستحقاته ناهيك عن حجز مقعد مؤكد في الدرجة الأولى من دكة الاحتياط مما يجعله بعيداً عن الأجواء الكروية ويُصعب عليه استعادة نجوميته وتألقه من جديد لذلك قرر الإنتقال للهلال. فالمتمعن جيداً يلحظ بأن جميع النجوم الذين جلبتهم إدارة النصر لم يقدموا شيئاً لأنهم لم يجدوا البيئة المناسبة للتحفيز وللتوهج وللبروز، فالفريق يمر بتقلبات كثيرة تحتاج وقفات صادقة وحقيقية من قبل محبي الأصفر من إدارة وشرفيين وطواقم فنية ولاعبين، ولأجل كل هذه الضبابية التي تخيّم على مستقبل الفريق النصراوي قرر (الذابح) أن يرحل ل(لزعيم) كونه سيجد البيئة المناسبة والمحفزة ليستعيد قواه وتنتعش روح سعد النجم كما عرفه محبوه. لقد اتخذ سعد قراراً جريئاً وذكياً وسيؤهله ذلك في حال أنه ركز جيداً على الارتقاء بمستواه اللياقي واستغل الدعم الهلالي اللامحدود والفرصة التاريخية التي منحت له إلى حجز مقعد مؤكد في هجوم (الزعيم) خلال فترة قصيرة، وتذكروا حديثي هذا حينما ترون (الذابح) يحمل الكأس.