أقام مكتب الإشراف التربوي في حي البديعة بمنطقة الرياض معرضاً خاصاً لتقديم 17 بحثاً علمياً، و43 ابتكاراً لطالبات موهوبات في المرحلة المتوسطة والثانوية شاركن في نشاط «الأولمبيات» للفوز بالعمل الأكثر تميزاً في العلوم والرياضيات مع البحث العلمي «الابتكار والبحث العلمي». ثروة وطنية في البداية، أوضحت «فتح العرفج» مديرة مكتب الإشراف، أن النشاط يضم عدداً من الابتكارات والمواهب التي تحتاج إلى الدعم من الوزارة والمجتمع بأكلمه، واصفة اختراعات الطالبات ثروة وطنية لا يستهان بها، مشيدة بإقبال الطالبات على المشاركة بالأعمال التي ستخضع للتقويم والتحكيم لاختيار العمل الأفضل من قبل اللجنة المخصصة، مبينة أن النشاط كان بالترتيب مع «وحدة إدارة الموهوبات» و»وحدة النشاط». وقالت: «أدعو رجال وسيدات الأعمال في المجتمع إلى الإطلاع على ابتكارات الموهوبات من أجل دعمها لكونها تعود على المجتمع والمخترع بالنفع والإفادة»، مشيرة إلى أن هناك عدة مواهب يحول بين إبداعها قلة الدعم المادي، كاشفة عن أنه لا يوجد أي جهة مسؤولة لدعم الموهوبات، وكل ما يوجد هو اجتهادات فردية من قبل مديرات المدارس أو المعلمات، مبدية أسفها على توقف دور الجهات المختصة بالموهوبين عند التشجيع والاكتشاف فقط، حيث لا يوجد استثمار للاختراعات والابتكارات، مضيفة: «يجب أن نراعي وندعم الموهبة ونحفزها ونصل بها إلى أعلى المستويات». وكشفت «حنان الحبودل» مساعدة لشؤون الطالبات، أن عدد المنسحبات من المعرض بلغ عددهن 21 طالبة، بسبب تزامنه مع التقييم الشهري في مدارسهن، متمنية مراعاة المدارس هذا الجانب، لكون الموهوبات بحاجة إلى الدعم من كافة الجهات، فضلاً عن قصر فترة التجهيز للمعرض التي وصفتها ب «القصيرة»، مقترحة أن تكون الأولوية في القبول بالجامعات للموهوبات، إلى جانب تخصيص مبالغ مالية داعمة لهن كونهن يبذلن كثير من الجهد المادي والمعنوي. اختراعات متوقفة وبينت «هدى العنيّق» مساعدة الشؤون المدرسية ومساعدة شؤون الطالبات سابقاً، أن لجنة التحكيم يتوقف دورها على التصفية وتحديد الفائز، من دون أن يكون هناك آلية لمتابعة غير الفائزات، مضيفة: «يوجد إدارة موهوبات، ولكن لا يوجد مشرفات للمكاتب يتابعن الموهبة»، مشيرة إلى ان احدى الطالبات من ذوي الدخل السيئ قد اخترعت «بطاقة المريض الصحية»، وهي مشابهة لبطاقة الصراف الآلي، وتوجد فيها جميع معلومات المريض، بحيث لا يحتاج إلى بطاقة في كل مستشفى، وبصعوبة لفتت الانتباه بابتكارها من خلال تكليف مشرفات للاهتمام بالموضوع، بعد أن تم نشر موضوع صحفي عن ابتكارها واستدعاها وزير الصحة بناء على ما نشر، ومنحت إذن لممارسة العمل في تطبيق التجربة بالفترة الصيفية في أحد المستشفيات، وبعدها توجهت لمؤسسة الملك عبدالعزيز للموهوبين وتوقف الاختراع هناك!، ومنذ أيام قليلة طالعتنا الصحف عن نظير هذا الاختراع في دولة عربية، مما كان له كم هائل من الإحباط لدى المخترعة بسبب عدم وجود جهة تتبنى الاختراع، مقترحة إيجاد تواصل بين التعليم العام والتعليم العالي للحصول على برامج تدريبية. تنمية الثقة وأشادت «جواهر الرملي» طالبة بالصف الأول ثانوي، بالمعرض لكونه ينمي الثقة لديها وزميلاتها حتى وإن كانت مشاركاتهن بسيطة، مشيرة إلى ان ابتكارها كان عبارة عن علاق ملابس للمكفوفين وهو علاق ناطق، مبينة أن محبتها لخدمة الكفيفة هي ملهمتها بالابتكار. وتمنت «الجوهرة الدعيج» وجود توعية أكبر في المجتمع، والاهتمام بالجانب الإعلامي فيما يخص نشر ابتكارات الطالبات، مبينة أن هناك طالبات مبدعات، ولكنهن يصلن إلى حد معين ثم يتوقفن مشددة على أهمية ربط الاختراع والابتكار بطاعه الله ورضاه، لكون ذلك من أسباب النجاح والتوفيق، وليس ان يكون الهدف هو الفوز والمنافسة فقط، وإنما تدرك انها تعمل للآخرين، وليس لنفسها فقط فيكفي أنها اجتهدت وأنجزت. وطالبت «أسماء العواد» مشرفة علوم في مركز إشراف حي البديعة، بتوفير الداعمين لهذه الأنشطة، مؤكدة أن هذه هذه الأفكار النيرة وصلت من طالبات صغيرات لم يتجاوزن المرحلة الثانوية، رغم بساطة الجهد الشخصي من الطالبة وأسرتها، مقترحة تخصيص ناد أو حساب أو ميزانية معينة لدعمهم. وقالت «نوف العتيبي» مشرفة نشاط في مكتب حي البديعة، أن الإعلان المبكر عن مثل تلك المعارض يعد من أهم أسباب نجاحها، حتى يستطعن الطالبات من التوفيق بين مدارسهن وبحوثهن، كما أن التجارب والمختبرات تحتاج إلى وقت مبكر فالطالبة تعاني من ضيق الوقت الذي يشكل عائق كبير.