"حصن تنومة للتراث" يقع على سفوح جبال تنومة الخلابة الشامخة التي تتلألأ فيها مدينة تنومة، كما الدرة الوهاجة المضيئة، ويقع هذا المتحف في حي السلام غرب قرية آل زخران, وصاحب المتحف هو الأستاذ فايز بن عبدالله بن مبارك الرياعي الشهري الملقب ب"دحدوح". وهذا المتحف بحق يمثل حصناً للتراث ويرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1394ه بجهود شخصية رائعة من صاحب المتحف. وقال د. علي محمد العواجي قبل أن يدخل الزائر ليطلع على محتويات المتحف يجب عليه أن يستمتع بوقته في خيمة الشعر التي تقع في فناء الحصن، فلا بد من كرم الضيافة والاستمتاع بأقصى درجات الدهشة التي تبدأ بأن يوقد هذا الرجل النار، ثم تحميص القهوة حتى تتوهج بلونها الذهبي ثم طحنها بالهوند حسب رنة خاصة، ثم وضعها في الدلة الشهيرة (مروية)، ثم تناول القهوة التي لا مثيل لها في طعمها ونكهتها وجودتها، مشيراً إلى أن إعداد القهوة لها (اتيكيت) خاص لدى الرجل, ثم بعد ذلك تناول الخبزة المكونة من البر الساخن التي تم وضعها مسبقا وسط الجمر وتقدم هذه الخبزة مع أقراص شمع العسل البلدي اللذيذ. وأضاف:لا يمكن أن تجادل في وجبة الغداء؛ فرأس الذبيحة قد وضع على مشب النار, ثم تبدأ بعد ذلك الجولة في هذا المتحف الذي يتكون من ثلاثة طوابق ويحتوي على معروضات شتى تمثل التراث الخاص ببلاد رجال الحجر، بالإضافة إلى لمحات من تراث بقية مناطق المملكة. وأشار إلى أن الطابق الأول يحتوي على نماذج من الخوص والمصنوعات الجلدية والحبال القديمة، ونموذج للآبار القديمة، وعدد من أدوات الرحى التي كانت تستخدم لطحن الحبوب، أما الطابق الثاني فيحتوي على نماذج للأسلحة القديمة، مثل السيوف والرماح والخناجر، إلى جانب قطع من البنادق القديمة, ومساحيق البارود ومستلزمات تلك البنادق، كما يحتوي هذا الطابق على بعض المخطوطات والملابس القديمة الخاصة بالرجل، كما يحتوي على أنواع الهواتف والراديوهات القديمة، ويحتوي الطابق الثالث على مستلزمات المرأة من الحلي وأدوات الزينة والملابس التي كانت تمثل طابعا خاصا للمنطقة، ويحتوي هذا الطابق أيضا على عدد من العملات الورقية والمعدنية المحلية منها والأجنبية، كما يحتوي على رؤوس لحيوانات منقرضة منها النمور والوعول. هذا باختصار شديد عن معروضات هذا المتحف, الذي يمثل مبناه بحد ذاته تحفة رائعة ومعلما أثريا من حيث الهندسة وحسن التشييد على النمط الذي تشتهر به بلاد رجال الحجر، فضلا عن الموقع المتميز لهذا المتحف ولا يتسع المجال هنا لسرد كافة مايحتويه هذا المتحف فليس من رأى كمن سمع أو كتب، داعياً مدارس منطقة عسير إلى تنظيم رحلات للمتحف