في المرحلة الابتدائية كنا ندرس مقولة وربما لا تزال تدرس حتى الآن وهي (من زرع حصد)، وأضيف مقولة أخرى أن ما تزرعه تحصده، ففوز الهلال الأخير على غريمه التقليدي النصر لم يكن مجرد انتصار في مباراة دورية فقط، بل كانت شهادة على ذلك، وهي أفضل من المقولة التي أطلقها المتحدث الرسمي لنادي النصر على أفراد المنتخب السعودي (اربأ بنفسي أن اردد ما قاله احتراماً لذوق القارئ)، والتي تجسد وتصف حال فريقه، ولكننا لم نسمع له أي تعليق بعد هذه المباراة. المتابع للمنافسة والمطاردة السابقة بين الهلال والنصر في مجالات عدة ومنها عدد الانتصارات وتحقيق الألقاب واستقطاب النجوم وعدد من يلتحق بالمنتخبات السعودية، يلاحظ أن هذا الأمر قد تلاشى الآن واقترب على الانقراض.. بعد أن كان النصر يتقدم على الهلال في عدد الانتصار في المباريات، وكان قريبا من عدد بطولاته، أصبحنا في وضع لم يعد هنالك لاعب واحد يمثل المنتخب في الفريق الأول!! ولاعب واحد فقط يمثل الاولمبي!! أما باقي الألعاب فحدث ولا حرج. عندما صرح مدرب الرائد بأنهم خسروا اللقاء رغم تفوقهم على النصر عناصرياً وفنياً استنكر أنصار الفريق ذلك، وتكرر الأمر مع تصريح مدرب الفيصلي بأنهم كانوا أفضل من النصر وأنهم خسروا بالتعادل هذا هي نتاج ما تقدمه هذه الإدارة في جميع نشاطات النادي، وليس كرة القدم فحسب، فقد استطاعوا تكوين فريق شرس لا يخسر بسهولة، كما وعد المنسق الفني للفريق ولكن في التمارين فقط!! الفريق الآن أصبح ينافس على الهروب من خطر الهبوط... الفريق يشكو من الخلل في جميع الخطوط وانعدام وجود اللاعب البديل – حسب تصريح مدرب الفريق – الفريق فاقد الهوية فاقد الحماس والقتالية، واستثني منهم (النجم الصاعد) خالد الغامدي، و(النجم المحارب) عمر هوساوي. عندما صرح مدرب الرائد بأنهم خسروا اللقاء رغم تفوقهم على النصر عناصرياً وفنياً استنكر أنصار الفريق ذلك، وتكرر الأمر مع تصريح مدرب الفيصلي بأنهم كانوا أفضل من النصر وأنهم خسروا بالتعادل، وكذلك تصاريح مدرب هجر، الفتح، ونجران لم تكن لتبتعد عن وصف واقع النصر الذي أصبح لا يقارن بفرق الوسط فما بالكم بأندية المقدمة!! اهكذا يتم صناعة فريق شرس لا يهزم بسهولة؟ أم أن هذه الصور من المستويات والنتائج تعكس كيف أصبح النصر برشلونة السعودية؟! أن للنصر ثروات وقدرات محيدة من اجل التعنت بالرأي وإثبات بأننا الأصح بين الأصوات (أعضاء الشرف ومحللين وجماهير) التي تنادي بأعلى صوتها «بان النادي يسير في الطريق الخطأ، وانه مقبل على الأسوأ»، وحتى الفرق المنافسة ترى بان النادي من سيئ الى أسوأ، وحدها إدارة النصر ترى مستقبل النصر مشرق «في خيالها لا أكثر». هل ستكتفي الإدارة بما قدمته رحمة بجماهيرها العريضة التي وصلت الى أقصى مراحل اليأس من هذا الفريق الذي يزخر (برجيع الأندية الداخلية منها والخارجية)؟ واستحالة مقارعته لأصغر فرق دوري زين للمحترفين!! أم أنها ستستمر بالمكابرة؟ وقيادة النصر الى المركز 13 بكل جدارة واقتدار، متخذه منهج الترقيع "بأنصاف اللاعبين" منهجا لها !! هذا الحال لم يعد يرضي العدو قبل الصديق، فان كانت الإدارة قد قدمت سابقا فتشكر على ذلك وأنها اجتهدت وفشلت، فلتتح الفرصة لمن هم اقدر على قيادة الفريق الى بر الأمان والعودة به الى مكانته التي أفقدته إياها هذه الإدارة. على الطاير - خليل جلال شوه براعته في قيادة لقاء الديربي الوسطى بعدم تعامله كما يجب مع هرماش ومع العربي، وقد تكون خانته جرأته فيهما ولم تخنه في مثليهما للهلال. - منظر الجماهير الغفيرة التي حضرت ديربي الوسطى، اكبر رد على من ادعى بان قلة الحضور الجماهيري هي السبب في حرمانا من نصف مقعد آسيويا، وليس النواقص العديدة التي تزخر بها أنديتنا وملاعبنا. - فكر ومنهجية مدرب الهلال دول، وثقته في نفسه وإمكانيات عناصره كان لها الأثر الكبير عليهم خلال اللقاء، والعكس حدث مع مدرب النصر الذي لا يثق في إمكانياته ولا قدرات عناصره، ولجوئه للدفاع أمام الهلال رغم انه خاسر بهدفين أفضل رد لمن بقي لديهم شك في ذلك!!