في هذا الزمن المتسارع يوماً بعد آخر نفقد والداً أو أماً أو أخاً أو قريباً وحتى صديق عمر. في هذا العالم المتواتر يخيم علينا الحزن في فقد من أحبننا ثم بعد وقت نلهو في خضم هذه الحياة المتناثرة نسبح في الفضاء الرحب تحت رحمة ملكوت هذا الكون.. قبل وقت ضحكاتنا تتعالى ونحن في عنفواننا وقوتنا، وهجاً وشموخاً ومكانة كنا نحس بأننا أقوياء بما حبانا الله جلت قدرته من حيوية وقوة واستقرار، بالأمس أحاطت بنا كوكبة من الناصحين المربين المدرسين ذوي الخبرة والجاه والمكانة فتعلمنا منهم الحب والمودة والوفاء والصبر وأفعال الرجال فبادرنا بتقبل ما يملى علينا إيماناً بأن ما يقولونه ويفعلونه هو الصحيح فعشنا بهم ومعهم حياة مليئة بالتفاؤل والمحبة ونظرة مستقبلية باهرة. عبدالله عبدالماجد - رحمه الله - الثاني من اليمين وقوفاً في صفوف الثغر (الأهلي) الحائز على أول كأس لولي العهد في 17/8/1377ه الأجيال المربية الفاضلة منحت المجتمع بأسره سمات القيادة منحتها الصدق والأمانة والاعتزاز بالذات والانتماء إلى كل ما هو جميل في هذا المجتمع الأجمل. الرياضة أخذت من هؤلاء الكثير من القيم والمبادئ والأخلاقيات وأفرزتها على أعداد من أبناء هذا الوطن المعطاء فأعدت أجيالاً قوامها النبل والفضيلة وديدنها حمل الراية والاسهام في رقها دائماً شموخاً ورقياً والتضحية. برحيل سعيد لبان فقدنا صانع أمجاد الوحدة.. وسعود سمان أعطى الأهلي بسخاء بالأمس القريب غيب القدر أعداداً من القادة الأجلاء النبلاء عن مجتمعنا الرياضي من قدموا الكثير من العمل الدؤوب والتضحيات الفاضلة من أجل المجتمع الذي عاشوا فيه ومن أجل من أحبوهم طوال حياتهم فلنرفع أيادينا بالدعاء إلى الله بطلب الرحمة والمغفرة لمن قدموا لنا الكثير وأعطيناهم القليل لأننا لا نملك ما نقدمه لهم. رحل الرجل الأجمل في النبل والصفاء «الأمير محمد العبدالله الفيصل» رجل الصدق وبياض السريرة رجل الشهامة والوقفة الصادقة الرجل الإنسان بما تحمله هذه الكلمة من معنى وفعل. نجم الوحدة سعيد لبان رحمه الله «يمين» مع شقيقه المدافع لطفي 1389ه «مجموعة ابو حطبة» رحل «عبدالرحمن بن سعيد» مؤسس الكبار من الأندية المساهمة الكبرى في رياضة الوطن، رحل الفنان المبدع صاحب الحضور المميز لاعباً وابن البلد الحرام «سعيد لبان» وبرحيله فقدنا أحد الأعمدة الرياضية في رياضة كرة القدم وصانع أمجاد نادي الوحدة والمنتخبات الوطنية السابقة. رحل المبدع محمد سعد (الفرنس) الظهير الأهلاوي العصري في زمن الشح وندرة المهارات وعقلية المدافع والمهاجم. رحل عن هذه الدنيا في القريب صديق ورفيق درب ساهم في تحقيق انجازات بالغة الأهمية للنادي الأهلي شارك مع الفريق الأول في سن مبكرة وأعطى بسخاء للرياضة وفي مجال عمله الهام في الدولة أنه الحبيب «سعود عبدالهادي سمان» اللاعب والمثقف والأخ «غفر الله له». لم أحسن كتابة الرثاء ولكن حرقة الفراق ومرارة الوداع أجبرتني على الإمساك بالقلم والكتابة عن هؤلاء وآخرهم عم «عبدالله عبدالماجد» هذا الرجل كريم المعشر نظيف السريرة صارم في الحق عنوان للأبوة وقدرة في التدريب درب النادي الأهلي ونادي الاتحاد ونادي الوحدة والمنتخب السعودي في أولى مشاركاته الدولية في وقت واحد ثم تدرب على يديه جميع أبناء النادي الأهلي من الأجيال السابقة درب جميع المراحل السنية ثم أخذ على عاتقه تدريب حراس المرمى فظهر على يديه أحمد محمود وعبدالله حجازي وياسين صالح وعبدالله أبو داوود وأمين بخاري وفتحي داغستاني، زيد سويق، أحمد نواوي، ثم أحمد عيد وجمع كبير من النجوم تدين له بالفضل بعد الله ثم بقدراته التدريبية الفذة والمتميزة عبر الأجيال، رحل «عم عبدالله» وترك رفيق دربه عم «أحمد اليافعي» أطال الله في عمره رمزان لن يتكررا في الكرة لسعودية تناغماً وأخلاقاً وحباً لرياضة كرة القدم فضحيا من أجلها ومن أجل أجيالها في كل المراحل وقدما بطولات وانجازات للنادي الأهلي لن تتكرر إلا بعد حين. لقد رحل كثيرون قبل هؤلاء تغمدهم الله بواسع رحمته ومغفرته ويرحمنا الله إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. * نائب رئيس لجنة الاحتراف.. كابتن المنتخب والأهلي سابقاً