هو رجل، والرجل في مفهومنا هو القادر والفاعل والحامي والعارف والموجه والولي، وكل هذه الخصائص تستعمل دفعة واحدة إن كان الطرف الآخر امرأة ، ومقابل هذه الصفات الخاصة بالرجل تأتي المرأة الضعيفة والعاجزة وناقصة العقل والعاطفية والرقيقة (والمقصود هنا الهشة) وبسبب هذه الصفات فهي تحتاج للرجل في كل مراحل حياتها مهما بلغت من العمر أو التعليم أو الوضع الاجتماعي ومهما كان عمر الذكر صغير ووضعه متدن فهو مسؤول عن الأنثى !! كل هذا الهيلمان الذي يعيش فيه الرجل من حكمة ودراية وقوة يتلاشى عندما يقع في خطأ أو خطيئة مع امرأة لا وصاية له عليها، أول مبرر يستعمله الرجل والمجتمع لتبرئته مما وقع فيه أنا رجل، هو رجل وهنا تأتي كلمة الرجولة بمعنى الضعف أمام إغواء المرأة، والطيبة أمام خداع المرأة ، الغرق في بحر عسل حديث ودلع المرأة !! الغريب أن الذكور لا يخجلون عندما يبررون أخطاءهم الغريزية بكلمة أنا رجل !! ولا يتردد كثير من أفراد المجتمع باختلاف فئاتهم من استعمال هذه الكلمة ، وعلينا كمتلقين أن ننسجم بسرعة وسلاسة مع كلمة رجل وموقعها من الاستعمال فعندما تشتكي امرأة من زوج جائر وتستعمل كلمة رجل علينا أن نفهم تلقائياً أن رجل هنا تعني القوامة ، وعندما تستخدم نفس الكلمة في موقع ارتكاب فعل فاضح علينا أن نعرف أن كلمة رجل تعني الضعف !! شخصياً لم استطع الربط بين الحالتين !! ولكن يبدو أن هذا الخطاب يقول إن الأخلاق مطاطية، فالذكر رجل على أهل بيته يستخدم معهن القوة والشدة والقوامة والحكمة، ومع غيرهن رجل ضعيف هين لين سهل الانقياد !! من أشد ما يحزنني عندما اسمع رجلا ارتكب ذنبا أو خطيئة مع امرأة ويتصل على برنامج ديني يستفتي في وضعه ويقول بكل جرأة ( تعرف يا شيخ أنا رجال ) ويرد عليه المجيب بكل تلقائية وهو يهز رأسه أسفاً ( مفهوم ، مفهوم ) وكأنه بهذه الكلمة وهزة الرأس أعطاه عذر ارتكاب الخطأ سلفاً ، ويبدأ المجيب في توجيه شر كلامه إلى المرأة اللعوب التي تستخدم أنوثتها في إغواء الرجال !! لا بأس لو تم توبيخ النساء من هذا النوع ولكن لماذا لا تتُبع بكلمة حق للرجال وتذكيرهم بأنهم الأقوياء ، أصحاب المواقف لرجاحة عقولهم واتزانهم وقوة مشاعرهم وصمودها أمام الزلات . هذا النوع من التفكير والخطاب يقول إن الرجولة مواسم؟