الصبر صفة رائعة يجب على كل إنسان أن يتحلى بها بغض النظر عن جنسه، ولكن يبدو أن الأمثال الشعبية في بعض المجتمعات السعودية تخص المرأة «وحدها» بهذه الصفة! تتربى المرأة في بعض البيوت السعودية على أنه من واجبها كزوجة صالحة الصبر على زوجها وعلى هفواته وأخطائه وأن تتحمل وتعيش معه على الحلوة والمرة، وهذا كلام جميل لا خلاف عليه... لكن زيادة جرعات الصبر المركزة المطلوبة من الزوجة تفوق أحيانا كل احتمال!! وإليكم أمثلة من جرعات هذا «الصبر» الخاص الممزوج بطين «الصبر»: زوج يضرب ويشوه زوجته ويهين كرامتها بسبب وبلا سبب.... وماذا في ذلك؟ بنت الرجال تصبر!! زوج لا يقوم بواجباته ومسؤولياته كزوج وأب ورب أسرة... وماذا يعني هذا؟ الحياة لابد أن تستمر... وبنت الرجال تصبر!! زوج يتعامل بالربا ولا يقول إلا كذبا.... شاب وبكرة يكبر ويعقل... والرجل لا يعيبه إلا جيبه.... الله يهديه.... وبنت الرجال تصبر على زوجها و«تهديه»! زوج لم يربه أهله على احترام القيم واحترام الذات والغير. كل هذا ممكن تغييره لو كانت هناك زوجة صالحة تعرف كيف تؤثر في زوجها!! الزوجة هي الأساس...أليس كذلك؟ أما الزوج فهو القوام فقط والآمر الناهي وليس عليه أي شيء آخر! يكفيه شرف القوامة والفحولة!! ولا أدري ما هو مفهوم القوامة في عرف هؤلاء؟! فالمرأة الصالحة الذكية هي التي تصبر وتهدي الزوج المنحرف وتصلح الرجل الخامل وتثقف الرجل التافه وتخلق منه حكيم زمانه وكأن في يدها عصا سحرية أو كأنها امرأة خارقة!! وإذا كان هذا هو دور المرأة الصالحة فما دور الرجل «القوام»؟ لا أنكر دور المرأة في تغيير الرجل ولكني أنكر على من يلبسون المرأة صفات خارقة ويحملونها فوق طاقة البشر!! باختصار... بنت الرجال هذه في يدها أمور كثيرة لا يستطيع فعلها أو تحملها أقوى الرجال!! الرجل قد يطلق زوجته إذا لم تعجبه بعض صفاتها. الرجل قد يتزوج على زوجته إذا كان فيها بعض النقص البشري الذي يفتقده في المرأة التي يريدها ولا أحد يلومه، بل اللوم كله يقع على الزوجة لأنها لم تكن ذكية بما فيه الكفاية لتكون الأنثى الكاملة والمخلوق الخالي من العيوب والنقائص... في بعض مجتمعاتنا... الرجل فوق القانون وفوق الشرع... لا شيء يعيبه... ومن تعصه من النساء فهي امرأة ناشز ومن تطع وتصبر فهي المرأة المثالية «بنت الرجال» التي يحلم بها كل زوج لأن فيها من صفات الرجولة ما يفتقر إليه الرجال أنفسهم!!