هل أدى عدم الوعي بماهية (الفن) وما يقتضيه هذا المفهوم إلى شيوع الاستسهال فيما يكتب من نصوص أدبية مختلفة شعرًا ونثرًا؟ الناقد والكاتب الدكتور عالي بن سرحان القرشي استهل حديثه عن هذا التساؤل قائلًا: يبدو لي أن تحديد طرفي الإجابة على هذا التساؤل بشكل حاسم في الموضوع من الصعوبة بمكان، إلا أن الطرف الأول - في رأيي - يتمثل في مدى الوعي بفهم الفن وطريقته، والآخر في الدخول من البوابة المبدعة التي تستطيع أن تضيف إبداعًا، أي أن أي طرف منهما يحتاج إلى ندرك التفاعل القائم بينهما. ومضى د. القرشي ممثلًا على هذا التفاعل فيما لو أراد مبدع أن يكتب عملًا روائياً ولم يجد أمامه إلا هيكلًا لبناء الرواية.. فإنه متى ما أدخل عمله ضمن هذا الهيكل فإنه سيخرج ببناء روائي يفتقد حيوية الإبداع التي يتطلبها هذا الفن من جانب، وسيخرج بعمل يفتقر إلى أبنية الفن فيما أنشأ من جانب آخر. واختتم د. القرشي إجابته أن الفنون بحاحة إلى وعي متجدد، إضافة إلى ما تتطلبه من منشيئها من قدرات إبداعية، تفرض على المبدع أن يسهم بما يكتب في تطور المنجز الإبداعي.. مشيرًا إلى أن هذا أمر لا يتجسد إنجازه إلا في مبدع يدرك أبعاد الطريق الإبداعي الذي يسير فيه، ولديه من الإبداع ما يجعله قادرًا على هذا الإدارك المتجدد وعيًا.