سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فنلنديون: توفر الغاز في المملكة يؤكد أن المستقبل سيكون لقطاع التعدين قالوا ل «الرياض» إن الموارد المعدنية في المملكة لم تستغل حتى الآن وخام الحديد متوفر بشكل كبير
في أقصى شمال أوروبا حيث الدول الاسكندنافية الخمس ، يبرز اسم فنلندا كأحد اهم الدول في ما يسمى مجلس دول الشمال . البلد العريق الغني بطبيعته الجغرافية والطبيعية والتجربة السياسية الثرية على مدى عقود تم تنازع هذا البلد الجميل بين السويديين من جهة والروس من جهة أخرى. وبالرغم من ان الاستعمار الروسي حديث عهد إلا ان التأثير السويدي وطول فترة الاستعمار شكل هوية الفنلنديين بشكل كبير ثقافياً ومجتمعياً فغدت اللغة السويدية لغة ثانية تدرس في التعليم الفنلندي. ونالت فنلندا استقلالها في ديسمبر عام 1917 بعد حرب اهلية قصيرة جاءت نتيجة لما خلفته الحرب العالمية الاولى وكانت ألمانيا وروسيا السوفيتية أطرافا رئيسية في هذه الحرب. يعتمد اقتصاد فنلندا الحديث على عدة مجالات أهمها التعليم حيث يعد النظام الفنلندي الاول على مستوى العالم ، وهو الذي انتج لها عقولا نيرة مكنتها من النهوض بالبلد الذي خاض معركة مالية حوالي العام 1991م وبعدها بدأ نظام هلسنكي في الصعود واحتلت بفضل إصلاحات اقتصادية - اجتماعية مراكز متقدمة في اوروبا، قادتها لحيازة السبق في مجالات عدة منها الاليكترونيات فأصبحت نوكيا سفير فنلندا للعالم مع ثورة الهواتف المحمولة، والأمر ينطبق على البرامج الحاسوبية فأنتجت نظام التشغيل " لينكس" ، وكذلك صناعة ألعاب الكومبيوتر من الصناعات المعتبرة والمدعوة بانتظام من قبل وكالات دعم الابداع الموجودة في فنلندا. «اوتوتيك»: نخطط للبدء في إنتاج الألمونيوم بالتعاون مع «معادن» في هذه الجولة التي نظمتها وزارة الخارجية الفنلندية بدعوتها لجريدة "الرياض" ثقة منها بالريادة والتأثير والانتشار الذي تحققه الصحيفة. ركزت هذه الجولة على جانبين الاول اقتصادي وبشكل أدق المتعلق بالصناعة التعدينية، والجانب الاخر متعلق بالجانب السياسي حيث اتيحت الفرصة لي بمقابلة عدد من المسؤولين في الخارجية والبرلمان الفنلندي. وسنستعرض خلال هذا التقرير التعدين كمصدر مهم للصناعة والاقتصاد في فنلندا وقد اتيحت لي الفرصة بلقاء مسؤولين على مستوى عال في أكبر شركتين في هذا القطاع والتي لديها مشاريع ضخمة في المملكة أهمها مع شركة اوتوتيك التي تعمل مع شركة "معادن" السعودية بأكبر مشروع لحمض الكبريتيك في العالم، وباستثمارات تصل ل 400 مليون يورو. لفنلندا تاريخ طويل في نشاط وتقنية التعدين والصناعات التعدينية، كما ان مصنعي معدات التعدين يتمتعون بثقة دولية. وقد وفرت معادن كالنحاس والنيكل والكوبالت والزنك والرصاص ومثلها الكروم والحديد الخامات الاساسية لقيام صناعة التعدين، بالاضافة إلى استخراج الكثير من المعادن كالزنك مع وجود تميز في عمليات تصنيع للمعادن المذكورة أعلاه وبشكل خاص في عدد من المدن مثل كهريافلاتا، وكولا، وكيمي وراهي. إن المعادن الأساسية التي يتم التنقيب عنها في فنلندا تشمل الكربونات والأباتيت والتلك، وقد تم تطوير التقنيات والمهارات للتنقيب عن ومعالجة الخامات المعدنية والمنتجات النهائية التي تحتل مكانة عالمية، هذه التكنولوجيات والمهارات تشكل الآن أساساً لصناعات التنقيب واستخراج المعادن وتشكل جزءا من الصناعات التحويلية، ولقطاعات تصنيع آلات التعدين والآلات الهندسية وخدمات علوم الأرض مستقبل كبير. وخلال العقود الماضية عقدت فنلندا على المستوى الاقتصادي والسياسي العزم على التوسع بشكل أكبر وتطوير قطاع التنقيب، ومن خلال التأسيس للصناعات التقليدية على مستوى المصادر المحلية كالغابات ومؤخراً المعادن، وبناء إستراتيجية نمو على المستوى المحلي مع التركيز على رأس المال والخام المعدني والمهارات المحلية، وتوسيع المشاركة الحكومية. وتتمتع شركات التنقيب الفنلندية وخاصة في قطاع استخراج المعادن وتصنيع المعدات بسمعة راسخة دولياً ومحلياً، فالقطاع بأكمله يعد نداً على المستوى الدولي تقنياً واقتصادياً وبيئياً وكذلك فيما يتعلق أيضاً بالوضع الصحي والأمني. والتقت "الرياض" خلال الزيارة بنائب الرئيس التنفيذي لعمليات التسويق مارتي هاريو الذي وصف التعاون مع الشركات في المملكة بالمتميز، مشيرا إلى أن شركته وقعت عقداً في عام 2008م لإنشاء مصنع هو الأكبر من نوعه في العالم لإنتاج حامض الكبريت الذي يُعتبر أحد المخرجات الثانوية للنفط ويستخدم في إنتاج الأسمدة، لافتا إلى أن حصة شركة اوتوتيك في هذا المشروع تقارب 1.5 مليار ريال. وقال هاريو ان شركته تخطط للبدء في إنتاج الألمونيوم من المملكة بالتعاون مع شركة معادن، كما أن هناك مشاريع تعاون أخرى مع شركات سعودية مختلفة، مشددا على أن موارد المملكة الطبيعية ضخمة إلى جانب النفط ولم تستغل بعد خاصة الموارد المعدنية التي يبرز منها خام الحديد المتواجد بكميات كبيرة في المملكة. وحول مستقبل التعدين في منطقة الخليج والمملكة أوضح هاريو بأن منطقة الخليج تشهد بصفة عامة نمواً مضطرداً وملحوظاً في مجال انتاج المعادن خاصة الحديد. وأضاف "نؤمن إيماناً جازماً بأن المستقبل سيكون لها، حيث ان الطاقة المحركة لهذه الصناعات متوفرة في المنطقة بكثرة وحتى لو لم تتوفر المواد الخام اللازمة لهذه الصناعات فيمكن جلبها بأسعار رخيصة وتصنيعها هنا حيث تتوفر الطاقة مثل الغاز الطبيعي لإدارة المصانع"، وتقوم دول الخليج بصناعة الالمونيوم الآن باستيراد مادة البوكسايت من البرازيل لتدخل في صناعة الالمونيوم الخليجي. وحول نية شركته الدخول في مشاريع تعدين في المملكة والخليج أشار هاريو إلى أن "اوتوتيك" موفرة للتقنية وليس لديها مناجم خاصة، لكنهم مساهمون في مشاريع التعدين، كما أكد حاجة شركته إلى شركاء محليين في المملكة مثلما لهم في دولة الامارات العربية. في الجانب البيئي وجهود شركه اوتوتيك لحماية البيئة في المملكة حيث تخلف هذه المشاريع ملوثات تضر بالحياة البيئية شدد هاريو على أن حماية البيئة أولوية في التقنية، لافتاً إلى أن 70 في المائة من مشاريع شركته تم تصنيفها صديقة للبيئة. من جهة أخرى وفي إحدى أكبر الشركات في قطاع تكنولوجيا التعدين وهي شركة ميتسو التي تعمل مع كبرى الشركات السعودية على رأسها أرامكو ومعادن وسابك وشركات أخرى ضخمة، حيث تحدث ل"الرياض" نائب الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا التطوير ياري ريهيلاتي، وتيمو هانين نائب الرئيس للمبيعات والخدمات في الشرق الاوسط وافريقيا وتطرقا إلى موقع الشركة واستراتيجيتها، مشيرين إلى أنهم متخصصون في توفير تكنولوجيا وخدمات التعدين، والبناء والنفط وتوليد الطاقة الكهربائية والغاز، وإعادة التدوير، والصناعات الورقية. وتحدث المعنيون في الشركة عن تواجدهم في أكثر من 100 دولة حول العالم تتركز نسبة 67% من أعمالها في قطاع التعدين والباقي في مجال الانشاءات. وقال مسؤولو الشركة ان خبرتهم ستمكنهم من التوفيق بين تحقيق هدف التنمية المستدامة والاهتمام بالتقنية النظيفة والطاقة المتجددة وإدارة النفايات والتدوير.