قبل سنين – أذكر – أنني كتبتُ في هذه الزاوية مقالا تحت عنوان " سكراب في الفضاء " . وهذا الأسبوع اطلعت على تقرير مفصل عن حلول المشكلة بثته الإذاعة البريطانية عن نفس المخاوف التي قد توجد مخاطر لا كمخاطر " التشليح " ! عندنا في الأرض حيث تباع قطع الغيار غير المتضررة لمن يريدها، وبأسعار معتدلة. الدراسة التي جرت برعاية وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تحمل عنوان "الحد من المخاطر المستقبلية لاصطدام مركبة فضائية". وتحتاج وكالة "ناسا" إلى خطة جديدة للتخفيف من المخاطر التي تشكلها مخلفات الصواريخ ومفاصل الأقمار الصناعية وآلاف القطع الأخرى غير المرغوب بها الطائرة حول كوكبنا بسرعة عالية. جاء ذلك في الدراسة التي أجراها المجلس الوطني للبحوث، وهو أكاديمية أمريكية وطنية غير ربحية، تقدم النصح والمشورة في الأمور العلمية. ويشكل الحطام المداري تهديدا لنحو ألف قمر صناعي تجاري وعسكري ومدني تدور حول الأرض . والمشكلة أن الأقمار الصالحة التي تُدير أموال وحروب العالم ! ستكون عرضة لإعطاء قراءات مغلوطة إذا اصطدمت أو مرت قرب قمر ( سكراب ). ووقع أول تصادم فضائي في العام 2009، حين ارتطم القمر الصناعي للاتصالات الفضائية إيريديوم بقمر روسي خارج نطاق الخدمة على مسافة 789 كيلومتراً من سيبيريا، مخلفاً آلاف القطع الجديدة من الحطام. وجاء الحادث هذا عقب تدمير الصين في العام 2007 أحد أقمارها الصناعية القديمة الخاصة بالطقس، في اطار اختبار لمضادات الصواريخ. وقفزت كمية الحطام المداري التي تتبعها شبكة المراقبة الفضائية الأمريكية للأجسام المسجلة من 9.949 في ديسمبر/ كانون الاول 2006 الى 16094 في يوليو/ تموز 2011 ، نحو 20 في المئة منها ناجم عن تدمير القمر الصيني فنغيون الصينية 1- سي، بحسب المجلس الوطني للبحوث. ( هذا قمر واحد فقط).. وبحسب التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي والواقع في 182 صفحة، أظهرت بعض الكمبيوترات أن كمية المخلفات الفضائية بلغت "نقطة اللاعودة، مع ما يكفي للاصطدام المستمر وخلق مزيد من المخلفات، وزيادة مخاطر تعطيل المركبات الفضائية". إضافة الى أكثر من 30 كشفاً توصلت إليه، وضعت اللجنة المعدة للدراسة 24 توصية ل "ناسا" للتخفيف من المخلفات الفضائية وتحسين بيئتها، من بينها التعاون مع وزارة الخارجية لتطوير إطار عمل قانوني وتنظيمي لإزالة المخلفات من الفضاء. وتحظر المبادئ الدولية العدلية المعمول بها حالياً، على الدول جمع المخلفات الفضائية التي تعود إلى دول أخرى.