بدا الفنزويلي إيليتش راميريز سانشيز الملقب ب»كارلوس» الاثنين واثقا من نفسه وحريصا على إبراز أنه سجين من طراز خاص في صفوف المعتقلين في السجون الفرنسية وذلك عند مثوله مجددا أمام القضاء الفرنسي بتهمة الوقوف وراء أربعة اعتداءات وقعت في فرنسا في ثمانينيات القرن الماضي وأدت إلى مقتل أحد عشر شخصا وإصابة مائة وخمسين بجروح. وقال كارلوس لرئيس محكمة جنايات باريس وهو يقدم نفسه له إنه «ثوري محترف» وليس « مجرما». واعتبر أن محاكمته والإبقاء عليه في السجن منذ عام 1994 يعدان خطأ. وأسهب في الحمل على الصهيونية واتهم الغرب بالتواطؤ معها لمحاولة تركيع شعوب منها الشعب الفلسطيني. واعتبر محامياه ومن بينهما زوجته الفرنسية إيزابيل كوتان بير التي تزوجت منه في السجن أن التهم التي وجهت له لا تقوم على أدلة وأنه ينبغي التعاطي مع الملف كملف سياسي لا كملف يتعلق بالإجرام. وقررا الانسحاب. فعينت المحكمة بشكل آلي محاميين للدفاع عن كارلوس. وكان هذا الأخير قد قبض عليه في السودان عام أربعة وتسعين من القرن الماضي. وقد وجهت له في فرنسا وفي بلدان كثيرة أخرى تهم منها احتجاز وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط في فيينا عام خمسة وسبعين من القرن الماضي. بل إن القضاء الفرنسي كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل شرطيين اثنين ومخبر للشرطة في باريس عام 1975. واعترف كارلوس في حديث قبل يومين لصحيفة «إلناسيونال» الفنزويلية بالوقوف وراء عمليات أدت إلى مقتل عدد من المدنيين يتراوح بين ألف وخمس مائة وألفين. وشبه نفسه بالزعيم الكوبي فيديل كاسترو. وما يهم القضاء الفرنسي أساسا في مثول كارلوس أمامه مجددا هو الكشف عن العمليات الإرهابية الأربع التي اتهم بالوقوف وراءها في ثمانينيات القرن الماضي في فرنسا ومنها إلقاء قنبلة في جادة الشانزيليزيه وأدى الانفجار إلى مقتل شخص وإصابة العديدين بجروح. وفي حال تعاون كارلوس مع القضاء الفرنسي في الكشف عن جوانب من هذه العمليات وأسبابها ومسبباتها تأمل زوجته في أن يتم الإفراج عنه بشكل مشروط في حدود عام ألفين وستة عشر في أقصى الحالات وفقا لأحكام القانون الفرنسي الذي تبلغ أقصى درجات عقوباته الحكم المؤبد وإمكانية إطلاق سراح الذين يطبق هذا الحكم عليهم بعد أن يقضوا في السجن مدة طويلة وبعد إثبات حسن سيرتهم طوال فترة حبسهم. وهو ما يسعى إليه كارلوس. وينتظر أن يصدر الحكم يوم السادس عشر من ديسمبر المقبل.