أصدرت المحكمة الجنائية الخاصة في باريس حكماً جديداً بالسجن المؤبد للإرهابي الدولي ايليتش راميريز سانشيز الملقب ب«كارلوس» لإدانته بأربع عمليات تفجير وقعت في فرنسا بين عامي 1982 و 1983 وأقرنت المحكمة قرارها بفترة امان لمدة 18 سنة، مما يعقد امكانية اخلاء سبيله في العام المقبل وفقاً لما كان مرتقباً. وكانت محاكمة كارلوس بتهمة ارتكاب تفجيرات ادت الى مقتل 11 شخصاً وإصابة حوالى 150 آخرين بجروح بدأت في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وانتهت امس بعد اربع ساعات من المداولات توصلت في اعقابها هيئة المحكمة الى قرار. وسبقت المداولات مداخلة مطولة ادلى بها كارلوس الذي يستغل وجوده في قاعة المحكمة ليتصرف كما لو انه على منبر لعرض آرائه ورؤيته لأحداث العالم وايضاً للأدلاء برأيه بوقائع المحاكمة. ووصف كارلوس المحاكمة الجديدة التي أخضع لها في فرنسا بعد نقله مخدراً من السودان عام 1994 حيث حكم بالسجن المؤبد لأدانته بقتل شرطيين فرنسيين ومخبرهما اللبناني عام 1975، بأنها «محاكمة حبانة وعملية دعائية» تستهدفه كما تستهدف القضية الفلسطينية وان وقائع المحاكمة «مهزلة من الدرجة الثانية». وتوقف كارلوس عند الأحداث الدولية ومن بينها تحديداً ليبيا حيث ابرز امام الجمهور وثيقة قال انها «وصية معمر القذافي» الذي وصفه ب «الرجل الذي قام بأكثر ما قام به سواه من ثوريين في العالم» ثم بكى حزناً على القذافي واطلق هتاف: «تعيش الثورة». وقالت المحامية ايزابيل كوتان بير المتزوجة من كارلوس وتمثله امام القضاء الفرنسي انه قرر استئناف الحكم الجديد الصادر بحقه الذي «اخضع لمحاكمة سياسية حملت البعض على البحث في سلة مهملات» استخبارات الدول الشرقية لتكوين ملف ملفق ومكون من وثائق مصورة وغير اصلية. ومن المتوقع ان تعقد العقوبة الجديدة الصادرة بحق كارلوس (62 سنة) امكانية اخلاء سبيله في العام المقبل وهو موعد انتهاء فترة الأمان التي اقترنت بأول عقوبة صدرت بحقه ويرجئها مبدئياً الى عام 2016، علماً أنه يحق للسلطات القضائية عدم التجاوب مع طلب اخلاء السبيل حتى في ذاك الموعد. وأصدرت المحكمة الجزائية الخاصة ايضاً احكاماً غيابية بحق 3 من اعضاء مجموعة كارلوس التي نفذت عملية التفجير ضد مقر مجلة «الوطن العربي» في باريس وثلاث تفجيرات اخرى توزعت بين القطار الذي يربط بين باريس وتولوز ومحطتين للقطارات في مارسيليا وهم: يوهنس هينريش وكريستا فروليش الألمانيين وعلي العيساوي الفلسطيني. واستهدفت هذه التفجيرات وفق هيئة المحكمة الحصول على اطلاق سراح شريكة حياة كارلوس في حينه الألمانية مغدالينا كوب والسويسري برونو بريغيه.