لاحظ كل المحامين الفرنسيين الذين التقوا مؤخرا زميلتهم "إيزابيل كاتان باير" أنها تتقد حيوية وتخطط لحياتها الخاصة كما لو كانت في العشرين من العمر والحال أنها تبلغ الثامنة والخمسين، ويعزون كلهم هذه الحيوية والثقة بالمستقبل إلى قناعة مترسخة لديها ولدت عام 1997 أي عندما تعرفت لأول مرة إلى الفنزويلي إليتش راميريز سانشيز إلياس الملقب ب "كارلوس" والذي كان يوضع على رأس قائمة الإرهابيين في العالم الغربي في ثمانينيات القرن الماضي. فقد كان كارلوس يريد أن يطلب منها أثناء هذا اللقاء أن تكون محاميته فنشأ خلاله حب جارف بينهما سرعان ما قاد إلى زواج برغم أن القضاء الفرنسي حكم على الرجل بالسجن المؤبد بعد اتهامه بقتل اثنين من عملاء أجهزة المخابرات الفرنسية وعميل لها في باريس. وتزور المحامية الزوجة موكلها وزوجها بمعدل مرة في الأسبوع. وفي الأسابيع الأخيرة سعت إيزابيل عبر القضاء إلى إقناع مخرج سينمائي فرنسي يدعى "ألفييه السياس" بإعادة النظر في عدد من المشاهد التي أدرجها ضمن فلم وثائقي طويل من ثلاث حلقات حول مسار كارلوس قالت إن موكلها وزوجها يعتبرها محاولة للإساءة إلى شخصه وتحريفا للتاريخ. ولكن القضاء الفرنسي رفض حتى الآن الاستجابة لطلب كارلوس ومحاميته واعتبر أن المخرج حر في ما يقوله في الفلم باسم حرية الإبداع. وثمة اليوم قناعة لدى إيزابيل بأنها ستسعد يوما ما مع زوجها القابع في السجن في عزلة تامة. وتقول إنه منضبط وهادئ رغم العزلة المفروضة عليه وأن الحب الجارف الذي نشأ بينهما يساعده كثيرا على تحمل ظروف الحبس. ومن مشاريع هذه المحامية إقامة دعوى قضائية ضد الدولة الفرنسية التي تتهمها باختطاف زوجها من السودان عام 1994 وتخديره والزج به في السجن والحكم عليه بالمؤبد من دون الاعتماد على حجج دامغة ودون الالتزام بقواعد التعامل مع المتهمين بارتكاب جرائم ما لم يتم إثبات ذلك عبر براهين. وتقول إيزابيل أيضا إنها ستسعى إلى مساعدة زوجها بعد خروجه من السجن إلى وضع كتب حول أحداث العالم الكبرى خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين مضيفة أن إليتش من الشخصيات القليلة التي تملك مفاتيح فعلية لقراءة هذه الحقبة وتقديمها للأجيال المقبلة.