أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى وهي المناسبة الأعز على المسلمين لما لها من فضل كبير تحيا فيه المشاعر الإسلامية والسنة النبوية. ولأنها مناسبة تهم جميع المسلمين فإنها موسم تحمى فيه الأسعار وخصوصا أسعار الأضاحي. ترتفع فيه الأسعار لتصل حدودا قد لا يطيقها كثير من الناس ليبحثوا لهم عن خيار أكثر ملاءمة لظروفهم المادية وإمكانياتهم، وذلك باللجوء للجمعيات الخيرية التي تقدم خدمات عدة تشمل شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها على المحتاجين. ومع أن كثيرا من المشايخ قد حثوا الناس على فضل القيام بإحياء السنة وذبح الأضحية بأنفسهم وتولي توزيعها بمعرفتهم، إلا أن هنالك من يرى في التبرع بالمال للجمعيات الخيرية لتتولى هي التبعات الأخرى يسرا وسهولة أكثر مناسبة لظروفهم المادية. ومع ذلك فإنك تتفاجأ من بعض الجمعيات الخيرية التي تقدم خدمات ذبح الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين محليا (داخل المملكة العربية السعودية). وقد وضعت أسعارا مرتفعة للأضحية تتعدى الألف والأربعمائة ريال! قد يكون لها رؤية معينة في الأسعار التي وضعتها، لكنها مع ذلك تطرح أسئلة عدة حول نصيب المحتاجين في الداخل من الأضاحي وكيف أن سعر الأضحية قد يكون عاملا رئيسيا ومهما لدى المضحين، ممن لا يستطيعون الوصول لهذه الأسعار المرتفعة فيلجأون لجمعيات أخرى تقدم خيارا أكثر واقعية في أسعار الأضاحي، ولكن لمحتاجي الخارج. ومع أنه قد يكون لتكاليف الذبح وأسعار الأضاحي دور في ذلك، لكن الخيارات في أضاحي أقل تكلفة لا تزال متوفرة للجمعيات الخيرية التي تخدم المحتاجين داخل البلاد. مما يجعلنا نتساءل لماذا لاتطرح مثل هذه الجمعيات خيارات أكثر تنوعا وبأسعار تناسب الفئات المختلفة، لتستقطب عددا أكبر من المتبرعين، وتقدم خدمات أكثر للراغبين في تخصيص أضاحيهم لمحتاجي الداخل ؟ كأن توفر أسعار أضاح أكثر منافسة، وخدمات تتماشى مع ما يدعو له المشايخ من فضل الإشراف على ذبح الأضحية وتوزيعها، بأن تقيم لها مسالخ خاصة بها وبالتنسيق مع أمانات المناطق التي هي بها ليسهل على أصحاب الأضاحي تذكية أضاحيهم ويتسنى لهم الاعتماد على الجمعية الخيرية في توزيعها على من يستحقها في المنطقة التي هي بها أو إرسالها للمحتاجين في المناطق الأخرى.