شكل مشروع «سندات» الأضاحي في خدماته الشاملة لأداء نسك النحر تسهيلاً للمواطنين والمقيمين، ممن يرغبون في إيصال أضحياتهم لمستحقيها من الفقراء وذوي الحاجة داخل المملكة وخارجها، وكان لها الأثر الفعال في زيادة أعداد المضحين، خاصةً وأنها تتم عن طريق جهات خيرية يثق فيها المواطنين. تقول «أم سالم»: إنها وجدت ضالتها في هذه الخدمة، حيث كان زوجها مسافراً واضطرت للجوء إليها، لتكتشف مدى تنوع الخدمات المقدمة وسهولة الوصول لمستحقيها، إلى جانب أسعارها المعقولة، مستشعرةً معها المعنى الحقيقي للأضحية، حيث تذهب إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين سواء داخل المملكة أو خارجها، مع حصول الأجر إن شاء الله، متمنيةً أن تقوم الجهات المعنية بخدمة إشعار المواطن برسالة جوال عند حصول الذبح، حتى نستشعر هذه اللحظة وتتم الفائدة. ويبدو أن هذه الخدمة حققت إقبالاً متزايداً من النساء خاصة الموظفات بمختلف فئاتهن، حيث تحقق لهن تقديم شعائر الأضحية بكل يسر وسهولة، ومنهن من يرغبن في إيصالها لمستحقيها من فقراء الخارج، حيث تشكل هذه أهمية لدى الكثير من الباحثين عن الأجر، وحصول المنفعة لفقراء المسلمين في الدول المنكوبة، ممن تتناقل وسائل الإعلام سوء وتردي أحوالهم المعيشية، حيث تقول «فائزة إبراهيم» -موظفة-: إنها لطالما تمنت الوصول بالصدقة أو الزكاة أو الأضحية لمستحقيها من المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، وقد تحقق ذلك عن طريق الجمعيات والمؤسسات الخيرية، معتبرةً أنها تقدم أعمالاً جليلة للمسلمين، إلا أنها ترى ضرورة أن يتم صياغة أنظمة وقوانين صارمة لضبط عمليات توزيع هذه «السندات»، حيث شيوع حوادث تزوير وسرقات ونهب لأموال المتبرعين، جعل المواطن يتردد أحياناً في اللجوء إليها، لما تكشف عن وجود اختراقات لهذه الأنظمة، سواء من قبل العمالة الداخلية أو الخارجة لهذه الجهات. واعتبر البعض أن اللجوء لإخراج الأضحية عن طريق السندات يفقد هذه المناسبة طابعها الاجتماعي المحبب لدى الكثيرين، لذلك هي غير واردة تماما لديه، بينما يرى البعض الآخر ممن تتعدد لديهم إخراج الأضاحي، أنها ممكنة بتوزيع بعضها عن طريق الجمعيات الخيرية والبعض الآخر وفق التقليد الاجتماعي المحبب، حيث يتحقق اجتماع الأسرة والمشاركة في تبادل لحوم الأضاحي والاجتماع على سفرة الطعام منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل، وهنا يؤكد «محمد بن قاسم» أن ذبح الأضحية من قبل رب الأسرة أو داخل البيت تقليد اجتماعي تعودنا عليه منذ الصغر، بحيث لم يعد يمكننا الاستغناء عنه، كما أننا نتبادل لحوم الأضاحي ونتشاركها في الأكل مع الأهل والأقارب.