كشفت صحيفة "اندبندانت" امس أن بريطانية من أصل كيني شاركت في عملية لتجنيد قوة خاصة للعمل في ليبيا بطلب من شركة نفطية لإنقاذ العقيد معمر القذافي وعائلته، مع بلوغ النزاع ذروته العنيفة فيها. وقالت الصحيفة إن سارة بنفولد تقيم في نيروبي وتصف نفسها بأنها "مسؤولة تنفيذية متخصصة بمجال الأمن والحماية" وتردد اسمها مراراً وتكراراً في روايات القوات الخاصة العاملة في ليبيا، لكنها تنفي أن تكون لعبت أي دور في التعامل مع عائلة القذافي. واضافت أن جنوداً مرتزقة من جنوب افريقيا كانوا برفقة القذافي عند اعتقاله وتعرضوا للتعذيب والتصفية على أيدي قوات المعارضة الليبية اثناء محاولة الزعيم الليبي السابق الفرار من مدينة سرت المحاصرة، ويُعتقد أن جنوداً آخرين من الوحدة نفسها يتولون حماية نجله سيف الإسلام في منطقة حدودية بين تشاد والنيجر والجزائر، بعد فراره من سرت. ونسبت الصحيفة إلى بنفولد قولها "طلب مني أحد الأصدقاء تجنيد بعض الرجال للقيام بالتدريب في ليبيا لحساب شركة نفطية معروفة لحماية أصولها وموظفيها"، مشيرة إلى أن مجموعة من المتعاقدين الأمنيين، ووفقاً لمصادر أخرى، شاركت في مهمة انقاذ القذافي وتردد أن بعض أفرادها أُصيبوا بجروح، وقُتل اثنان منهم على الأقل حين تعرض موكبه لكمين من قبل مقاتلات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهجمات قوات المعارضة الليبية على الأرض. وقالت إن بنفولد اقترحت بأن مجموعة أمنية أخرى كانت تقوم بعملية موازية في ليبيا قد تكون هي التي عانى افرادها من الإصابات، وأنها لم تمارس أية مخالفات في ليبيا. وكانت اندبندانت أوردت الثلاثاء الماضي أن مرتزقة لعبوا دوراً في محاولة الانقلاب الفاشلة في غينيا الاستوائية بقيادة الضابط السابق في القوات الخاصة البريطانية سايمون مان، شاركوا في عملية دولية لإنقاذ القذافي من مدينة سرت المحاصرة. وقالت الصحيفة إن قوة خاصة من جنوب افريقيا اضطلعت بمهمة انقاذ القذافي ونقله خارج ليبيا عن طريق قافلة لاعتقادها بأنها تحظى على دعم القوى الغربية، وتم تجنيدها من قبل امرأة من أصول بريطانية، لم تكشف عن اسمها لأسباب قانونية، تعيش في كينيا وتعمل ممثلة لشركة في لندن. في شأن ليبي آخر قال رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبدالرحيم الكيب امس، إن الحكومة التي سيشكّلها ستتألف من تكنوقراط، مشيراً إلى أنه سيعلن عن التشكيلة في غضون 3 أو 4 أسابيع. وقال الكيب في حديث خاص لوكالة (الأناضول) التركية بعد 3 أيام من انتخابه "أعتقد أنه سيكون لدينا حكومة تضم أشخاصاً نفخر بهم. سيكون هناك مجموعة من التكنوقراط. لدينا الكثير من العمل لنقوم به". وتحدث رئيس الوزراء الجديد عن حياته خارج ليبيا هرباً من قمع نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، وقال "غادرت البلاد كنموذج عن الكثيرين الذين غادروا بسبب النظام الوحشي الذي كان هنا في طرابلس. كان علينا مغادرة البلاد وإلاّ كان علينا القيام بأمور لم تكن بالضرورة سلمية لم أكن أريد فعلها". وأشار الكيب الذي انتخب في 31 أكتوبر/تشرين الأول ب26 صوتاً من أصل 56 من أصوات أعضاء المجلس الوطني الانتقالي، إلى أنه عاد إلى ليبيا لأنه لم يكن بإمكانه الوقوف متفرجاً على شعبه يقتل أثناء مطالبته بالحرية وحقوق الإنسان. وسيقود رئيس الوزراء الجديد البلاد لإجراء انتخابات يتوقع أن تكون أول انتخابات ديمقراطية العام المقبل. وأكد أن المهمة الأكثر إلحاحاً للحكومة الجديدة هي الأمن، معتبراً أن نزع الأسلحة من المقاتلين مسألة صعبة. وأضاف "نعرف أن الناس يحملون السلاح، معظمهم، وأعلم أن هذا سيستغرق وقتاً، الشعب يريد أن يشعر بالأمن ويجب أن يمنحوا الفرصة لحياة أفضل. أعتقد أننا سنطلق بعض البرامج كي نعيد الناس إلى حياتهم الطبيعية وعندها لن يعود السلاح مسألة مهمة". وعن العلاقات مع تركيا، قال الكيب إن الليبيين يكنّون الكثير من الاحترام للشعب التركي والقيادة التركية، مضيفاً "نعلم أنهم وقفوا معنا كأشقاء وشقيقات، وفي هذه الأوقات الصعبة طبعنا ذلك في قلوبنا وفي كتب التاريخ للمستقبل".