من يتابع سوق الأسهم السعودي خلال الأسابيع الماضية سيلاحظ عودة كبيرة للمضاربات تذكرنا بما قبل 2006 قبل الانهيارالكبير ، حين كانت الاسعار ترتفع أسبوعيا 50 و 60٪ بلا مبررات جوهرية، حين ننظر اليوم لتضاعف أسعار بعض من أسهم الشركات وخاصة في قطاع التأمين وغيرها، يطرح السؤال لماذا تتضاعف أسعار أسهم شركات رؤوس أموالها صغيرة بأكثر من 100٪ ولا توجد لها قوائم مالية جاذبة تبرر هذه الأسعار التي وصلت لها ؟ وهذا لا نجد له تفسيرا حقيقيا إلا بمبرر واحد وهي " المضاربة غير الحميدة " سواء كان من مضارب واحد او مجموعة مضاربين، وهذا ما يحدث الآن ومنذ أسابيع تحت سمع ونظر هيئة سوق المال، السؤال يرد لي ويبحث السائل عن مبرر لشركات أصبحت أسعارها تفوق شركات قيادية كبرى وبنوكاً مؤثرة ماليا وحركة على المؤشر . المؤكد أن المضاربة هي " روح " السوق، وبدون المضاربة لا تصبح أسواق مال وبورصات وهي مهمة لاشك، ولكن يجب أن يطرح السؤال أي المضاربات نبحث عنها ؟ وأي المضاربات التي تصبح جاذبة للسوق ومغرية له ؟ هنا يجب أن نوجه السؤال لهيئة سوق المال التي تقوم بدور كبير ومميز ومشرف ، ويسجل لقائد هذه السوق معالي الدكتور عبدالرحمن التويجري الذي اثبت مع الوقت قدرة السوق على التوازن وضبط التداولات وأيضا تشديد الرقابة عليه سواء كانوا متداولين أو شركات وهذا يحتاج تفصيلا كبيرا. لكن هنا يجب أن تتدخل هيئة السوق فيما يحدث من مضاربات في النهاية ستصبح مسيئة للسوق وتخلق بيئة غير جاذبة بسبب التقلبات العالية وقيادة أسهم شركات صغيرة للسوق ككل، والسلبية هنا أن السيولة تتجه لشركات المضاربة لفترة مؤقتة وتصبح الاموال ساخنة لا تستقر، فيربح القلة على حساب الاكثرية ، وهؤلاء المضاربون لا ينظرون لأي مصلحة او إيجابية للسوق بقدر كم سيربح ومن بعدها سيترك السهم يتراجع بسرعة أكبر من صعوده فيعود من حيث بدأ، وكل ذلك لا يخدم السوق واستقراره وجاذبيته للمستقبل ، وهذا هو التحدي الذي يجب الرهان عليه مستقبلا استقرار السوق وجاذبيته وهي لن تأتي من خلال ما يحدث .