من المؤكد أن أبناء وبنات فقيد الوطن سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله تعالى) قد اطلعوا وسمعوا وشاهدوا وقرأوا كل ما قيل وكل ما كُتب وكل ما عرضته الشاشات الفضائية عن والدهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته. القصد هنا ليس لمجرد أن يتم توثيق كل ذلك والاحتفاظ به .. بل المقصد هنا أن يدركوا - وهم إن شاء الله كذلك - ويدرك الجميع في هذا الوطن .. لماذا حظي سلطان بن عبدالعزيز في وفاته بهذا الحزن الكبير الذي تجسد في كم لايحصى من المقالات وفي التحقيقات وفي البرامج المتتالية وفي الصور التي غطت كل وسائل الإعلام المحلية وكل مواقع الانترنت المحلية والعربية والعالمية منذ إعلان وفاته (رحمه الله) لأن سلطان بن عبدالعزيز " إنسان " يستحق هذا الحزن ويستحق أكثر من ذلك !! فهذا الحزن بكل صوره وأشكاله ومصادره على وفاة سلطان بن عبدالعزيز ليس فقط لأن سلطان هو ابن موحد هذه المملكة أو لأنه ولي العهد .. أو لأنه من الأسرة المالكة .. أو لأنه وزير الدفاع .. بل لأن سلطان بن عبدالعزيز في نظر كلّ من حزن وكل من تحدث وكل من كتب هو أكثر من ذلك ... فهو " إنسان "جسد الخير ونشر التواضع وقدم الكرم واشتهر بالابتسامة، وعرف بالإحسان والعطف في كل جوانحه وفي شخصيته وفي طبعه وفي سلوكه وفي أقواله وفي كل أفعاله وفي كل قراراته وفي كل تعاملاته مع الجميع بدون استثناء .. سلطان بن عبدالعزيز " إنسان "ظل طوال حياته رحمه الله يزرع الحب في نفوس وفي قلوب كل أبناء شعبه بتواضع جم و"بابتسامة دائمة " أصبحت علامة مميزة لهذا الإنسان .. وبعد وفاته رحمه الله كان من الطبيعي جداً أن يثمر هذا الغرس .. وأن يحصد هذا الزرع الذي نشاهده اليوم في قلوب الناس، وعلى ألسنتهم وعلى وجوههم من خلال مشاهد مؤثرة ومحزنة ومبكية أكدت جزءاً من حقيقة ذلك الحب الخالص والصادق لهذا الإنسان الذي ظل طيلة حياته قريباً من الناس فكان الناس أكثر قرباً له عند وفاته رحمه الله ... وذلك والله إنما هو أغلى مكسب وأبلغ ثمن بأن أبناء وبنات سلطان بن عبدالعزيز بعد وفاته يشاهدون ويسمعون " ويفتخرون " جداً بأن كل الناس رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً مواطنين ومقيمين يدعون - بصدق - وبكل تلقائية خالصة لهذا " الإنسان " الذي أحبهم في حياته فدعوا له عند مماته .. لأنه سلطان بن عبدالعزيز" الإنسان " الذي - تواضع - معهم وابتسم لهم دوما في حياته فأصدقوا في الحزن عليه وأخلصوا له الدعاء عند وفاته !! ولئن رحل سلطان بن عبدالعزيز عن دنياه فإنه إن شاء الله ممن وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " وهذا ولله الحمد أكبر نعمة " لإنسان "بعد مماته . وسلطان بن عبدالعزيز هو إن شاء الله بأعماله وبأفعاله من أولئك . لذلك فالناس اليوم يقولون لكل أبناء وبنات سلطان بن عبدالعزيز لا تحزنوا إطلاقاً على وفاة والدكم سلطان بن عبد العزيز فإنه إن شاء الله قد خلف من بعده ثروة كبيرة تمثلت في هذا الحب الصادق والخالص من كل الناس وهو رصيد وكنز ثمين غالٍ وظاهر زرعه والدكم رحمه الله طوال حياته في كل تعاملاته، وسيجده إن شاء الله مضاعفاً عند المولى القدير . واليوم الكل يقول لأبناء وبنات وزوجات سلطان بن عبدالعزيز " لا تحزنوا " على موت سلطان " الإنسان "... وأنتم تقرأون وتشاهدون وتسمعون هذا الشعور الاجتماعي العظيم - الصادق - بحق هذا الإنسان وهو شعور حمل في كل تعبيراته وفي كل كلماته وفي كل معانيه حقائق وشواهد عن كم كبير من المواقف الإنسانية والخيرية العظيمة التي قدمها والدكم سلطان بن عبدالعزيز في السر وفي العلن طوال عمره ... فهي الفخر لكم ولنا إن شاء الله وهي التي ستمسح كل أحزانكم وهي العزاء الأكبر لكم ولنا في هذا المصاب الجلل ... وسلطان بن عبدالعزيز إذا مات بجسده وروحه فإنه حي باقٍ بأعماله الإنسانية وسيرته الخالدة التي نراها في كل موقع وفي كل مجال . رحمك الله يا سلطان بن عبدالعزيز وأسكنك فسيح جناته وأخلدك في جنات النعيم مع عباده الصالحين..