من هو في موقع عمل إعلامي أياً كان نوعه وفي خصوصية أكثر من هو يرأس عملاً إعلامياً هو بحكم مهنته أكثر المواطنين اطلاعاً على الجديد في مجتمعه.. على من هم أصحاب ذلك الجديد.. تعدد تنوعات كل جديد.. ودائماً ترتبط أسماء في ذاكرتنا عبر تميز خاص انفردوا به.. أو على الأقل أعلنت شواهد حضورهم الداعم عبر استيعاب ومتابعة ما يوالون تقديمه من مال أو جهود في تتابع كل ذلك الجديد.. بالتأكيد نحفظ في ذاكرتنا كثيراً من أسماء مسؤولين ومواطنين رجال أعمال لهم جهود تواجد مميزة في مجالات عطاء معينة.. قد تكون مشاركات إسلامية وقد تكون تبني منطلق تجديد علمي أو حضاري.. لكن ذلك يحدث في مجالات معينة.. ظروف معينة.. مناسبات مشاركة خاصة ومحدودة.. فقيدنا الكبير.. الكريم.. لم يقتصر حضوره المتعدد الاتجاهات على مجالات محدودة.. أصحاب ظروف معينة.. لم يقترب منهم لأنهم قريبون منه أو هم قريبون ممن يستطيعون إيصال واقعهم إليه.. الأمر أكبر من ذلك بكثير.. لكن رغم عملي كرئيس تحرير بما يزيد على الثلاثين عاماً ومشاركاتي العديدة في ندوات ومقابلات ورحلات عمل سياسية إلا أنني يوم أمس الأول.. السبت.. وعبر مشاركتي في نشاطات ما يزيد على اثني عشر بثاً فضائياً إعلامياً تتحدث كل تلك الندوات والحوارات عن كل التميزات الإدارية اجتماعياً.. وتأهيلياً.. وإنسانياً.. ووطنياً التي برز بها في تفوق فردي سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - حتى لقد ذهلت بأن ما يزيد على الخمسين في المئة من المعلومات التي تحدث بها متخصصون أو قريبون من تنفيذ مشاريع لتطوير التعليم أو لتأهيل الطلبة الذين يعانون من واقع فقر يشغلهم عن التعليم أو ذلك التدخل الذكي والسخي من أجل تنوع وسائل تهيئة المواطن الشاب في مواقع مسؤولية جيدة لا تستدعي الانفراد بالتعليم الجامعي.. ما يزيد على الخمسين في المئة كنت أسمعه فأتلقاه وكأنني في حالة معرفة أولى.. هنا.. مع الأمير سلطان - رحمه الله - يحتاج المتابع لأكثر من ذاكرة تشمل ذلك التنوع الوافر في كثرة مناحي تواجده لتطوير قدرات الشباب ودفع الرعاية الإسلامية لأبعاد تصل إلى شرق آسيا وتتنوع في الداخل تكويناً لمواقع مسؤوليات عديدة ترعى مختلف الرعاية لمنطلقات تأهيل أو معونات.. أما الجانب الصحي فقد أعطاه من التنوع والدعم ورعايات مختلف الحالات، وهذا مرفق واحد لكن في تنوعه يمثل رعايات صحية متعددة المستويات.. يصعب جداً أن تجد تاريخاً شخصياً لرجل واحد يحظى بمثل هذه الكثافة تنوعاً لمختلف أنواع الرعايات علمياً واجتماعياً وإنسانياً ووطنياً.. أقرب ما يكون الأمر إلى جهود دولة، بل أجزم أن عالمنا العربي يفتقد لمثل هذا التميز وطنياً وإنسانياً الذي دخل به اسم سلطان بن عبدالعزيز في عقول وعواطف كل الناس.. كل ممن ساندهم وكل ممن عرفوه نموذج كرم متعدد الغايات..