بمجرد الدخول إلى الأسواق القديمة في العاصمة المقدسة، يراود الحاج شعور بالطمأنينة والسكينة والصفاء النفسي والذهني، إذ شهدت أرضها الطاهرة نشاط حركة بيع وشراء الهدايا في مكةالمكرمة. وتظل الأحياء التي تحتضن مساكن الحجاج بكثافة قرب المنطقة المركزية الأكثر من جهة أخرى، حيث استفاد بعض التجار من تأجير محلاتهم في الحج، فيما انتعشت أحياء المنصور والمسفلة والمعابدة والتيسير والقبة وجرول والقشلة وشعب عامر. وتعتبر تلك المناطق أكثر الأحياء المكية التي تعج بظاهرة بيع هدايا مكة في وقت توافد فيه ملايين المسلمين لأداء مناسك الحج، حيث يحرص الكثير منهم على جلب الهدايا، لا سيما المرتبطة بالكعبة المشرفة والمسجد الحرام، إضافة إلى العطور والملابس ومياه زمزم التي تشكل النصيب الأكبر من المبيعات. وتتجه المشاريع الجديدة في مكةالمكرمة، وتحديدا في المنطقة المركزية بالمسجد الحرام، لمضاعفة المساحة الحالية إلى عشرة أضعاف، لأن روحانية مكة بهذه الأوصاف المتفردة عن سواها من بلدان العالم جعلت منها ثورة تجارية بقيمة تجاوزت مئتي مليون ريال طالت كل جزء من البلد الحرام. ويحرص ضيوف الرحمن على شراء الهدايا التذكارية من مكةالمكرمة، خصوصا في المنطقة المركزية حول الحرم التي عملت متاجرها منذ وقت مبكر على توفير الهدايا المناسبة للحجاج وتختلف ما بين الهدايا الإلكترونية وصور الحرمين الشريفين وتسجيلات القرآن الكريم من المسجد الحرام وهدايا الملابس والسبح وبعض الحلويات المكية، فيما يعد ماء زمزم هو الهدية الأكثر طلبا من قِبل الحجاج. وتعد المجسمات المصنعة من الكريستال التي تجسد الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة من بين الهدايا الثمينة، حيث يقدم عدد من المحلات ساعات رقمية لأذان الصلوات من مكةالمكرمة وساعات حائطية تتضمن صور الكعبة المشرفة والحرمين الشريفين، إضافة إلى بعض الألعاب التي تجسد الصور في مكة. وتحظى الحلويات المكية بإقبال من حجاج بيت الله الحرام كما تشمل مشتريات الحجاج الثياب والأشمغة السعودية ومصنوعات الحرف السعودية كجرار ماء زمزم التي ترتبط ارتباطا قويا بأجواء مكة والمشاعر المقدسة حيازة وطلبh عاليين واهتمام الكثير من الحجاج. وتعد مبيعات الذهب في مكة ضمن قائمة الهدايا الأهم والأغلى لدى الحجاج، مستفيدين من توفر أنواع من المشغولات الذهبية التي يتم تصنيعها في المملكة بأسماء تجارية اكتسبت صفة الشهرة الدولية، إلا أنه من الملاحظ أن ارتفاع أسعار الذهب عما كانت عليه في مواسم الحج الماضية أدى إلى بعض التراجع في مشتريات الحجاج. وقدر تجار مكةالمكرمة والمعاصرون لموسم الحج إلى أن شراء الهدايا من قِبل الحجاج والمعتمرين يستقطع ما بين 20 إلى 40 في المئة من إجمالي ميزانية الحاج أو المعتمر، فيما ترتفع هذه النسبة لدى بعض حجاج الدول ذات الدخل المرتفع، حيث يقومون بشراء الهدايا لذويهم بعد أدائهم نسك الحج وتوجههم الى بلدانهم. ويقوم باعة المحال التجارية والباعة الجائلون بالتقاط الزبائن من خلال اختيار محالهم على طرق الحجاج؛ مثل طرق الجمرات وسوق العرب وطريق الجوهرة ومجر الكبش وطلعة صدقي والشوارع المؤدية لحي العزيزية والمسجد الحرام.