في خميسية حمد الجاسر التي استضافت الشيخ عبدالعزيز الرويس الاديب والمؤرخ والباحث في تاريخ الخرج تحدث عما تتميز به الخرج من عمق تاريخي يعود الى العرب البائدة.وأشهر القبائل التي سكنت الخرج هي قبيلتا طسم وجديس، والخرج منذ القدم مكان حضارة وزراعة، وممن سكن الخرج بنو عدي بن حنيفة حتى بزوغ فجر الاسلام وفي عهد معاوية بن أبي سفيان ارسل الصعافقة الى الخرج لاستغلال اراضيها الخصبة. حتى أتى بنو الاخيضر وحكموا اليمامة من عام 252ه الى اواخر القرن الخامس الهجري. وقد كتب ناصر خسرو في كتابه سفر نامة واصفاً اليمامة وما فيها من عيون ومياه جارية بالقنوات والنخيل، وكان ذلك اثناء مروره بها، وهو متجه الى مكةالمكرمة حاجاً لبيت الله، وهذا دليل على ان اليمامة كانت طريق الحاج القادم من البصرة ونواحيها. وتاريخ الخرج في الفترة من القرن الخامس الهجري الى القرن العاشر حتى الآن يعتبر مجهولاً ويحتاج الى بحث. وقد تخلل المحاضرة مداخلات كان من أهمها مداخلة للدكتور محمد آل زلفة والذي تساءل هل ما تزال الشواهد الاثرية موجودة في الخرج؟ وان كانت موجودة هل هناك محافظة عليها من قبل الجهات المعنية؟ إنه سؤال هام جداً، ان الشواهد الاثرية بعضها باق والآخر قد نهب او دمر بفعل عدم الوعي والادراك بأهمية هذه الآثار التي بقيت شاهداً ومصدراً مهماً لتاريخ الآباء والاجداد فلابد من تعاون بين المواطنين والجهات الرسمية ممثلة بالهيئة العليا للسياحة من اجل المحافظة على الآثار وعدم التعدي عليها، وان كانت داخل اراض مملوكة، فيجب ابلاغ الجهات المعنية عن ما يوجد بها من آثار لكي يتم تسجيلها وتوثيقها في سجلات ادارة الآثار لكي تكون مرجعاً تاريخياً مهماً. ومن فضل الله انه لا تزال هناك في محافظة الخرج من المواقع ما هو مملوك لمصلحة ادارة الآثار، ومحافظ عليه، وبعض المواقع مع الاسف لم تجد الاهتمام، فمنها ما اصبح مكاناً لرمي النفايات كما هو في موقع شمال عيون الخرج، وهي افران قديمة، وكما هو حاصل الآن لمجرى عيون فرزان والذي من المؤكد انه يعود الى عصر ما قبل الاسلام وذلك من خلال قطع الفخار الموجودة في جدران الخرز، او ما حصل لحزم عقيل قرب صوامع الغلال في السهباء، وهناك مواقع عديدة في محافظة الخرج تعاني عدم الوفاء من ابنائها بعدم المحافظة عليها، وقد سبق وان كتب حول ذلك كل من الدكتور عبدالعزيز اللعبون والدكتور عبدالعزيز الغزي، ولكن مع الاسف ما زال الاهمال والتجاهل لهذه الشواهد التاريخية. وانني ادعو الهيئة العليا للسياحة بالاهتمام بآثار محافظة الخرج كما اتمنى ان تتبنى كذلك مشروعاً توعوياً في ارشاد المواطنين والمقيمين بأهمية الآثار والمحافظة عليها ويكون ذلك من خلال برامج مرئية ومقروءة. وأوجه الدعوة الى سمو محافظ الخرج الأمير عبدالرحمن بن ناصر بأن يتبنى كتاباً يوثق تاريخ الخرج وان يتم تشكيل لجنة لتأليف الكتاب برئاسة الشيخ عبدالعزيز الرويس والدكتور عبدالعزيز الغزي والاستاذ سعد الدريهم وغيرهم من ابناء الخرج.