تعيش المنطقة هموماً كثيرة.. وتساورها مشاعر مليئة بالخوف وبالقلق من كل جانب لكن كل ذلك شيء.. وقلقنا نحن هنا في المملكة العربية السعودية شيء آخر .. فقلقنا ينبع من الشعور الكامل لدينا بالأمان على حياتنا.. وعلى مستقبلنا.. وعلى بلدنا.. لكن.. أن نقرأ ونسمع عن أي عارض صحي يتعرض له "أبونا" و"سيدنا" و"حبيبنا" .. الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز.. فإن ذلك يجعلنا نعيش حالة عاطفية شديدة التأثر.. لأن الملك لم يكن معنا كزعيم وقائد وموجه دفة فحسب.. ولكن كان معنا باستمرار.. كأب.. وكرب عائلة واحدة.. وكإنسان حملنا في داخله.. وأشعرنا بأنه معنا ونحن معه في كل لحظة.. وعندما يتعرض – حفظه الله - لأي وضع صحي كالذي سمعنا وقرأنا عنه يوم أمس.. فإن ذلك يزلزل مشاعرنا الهادئة.. وأحاسيسنا المستقرة.. ويجعلنا نرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى بأن يكتب له السلامة.. وأن يجعل عمليته الجراحية القادمة ناجحة.. وأن يمتعه بالصحة والعافية.. وطول العمر. لنهنأ به.. ونسعد بوجوده.. ونعيش في ظلاله الوارفة بالحب.. وبالحرص.. وبالسهر على حياتنا.. وبالانشغال بنا.. وبالتفكير المتواصل فينا.. فهو يرعاه الله ويحفظه ويديمه.. وأخوه سلطان.. وأخوهما نايف.. يمثلون بالنسبة لنا مصادر الأمان.. والطمأنينة والسلامة.. بالرغم من كل ما يدور حولنا.. وبالرغم مما يسود منطقتنا.. وليس بعيداً عنا.. فنحن بهم والحمد لله هانئون.. وقانعون.. ومرتاحون وسعداء بما نحن فيه.. وما نسير إليه.. وما نمني أنفسنا به.. فليس هناك ما هو أعظم من الاستقرار وليس هناك ما هو أهم من الأمان.. الأمان النفسي.. والأمان الاجتماعي.. والأمان الاقتصادي.. والأمان الشامل.. ففي ظل الأمان فإن كل شيء يتحقق.. وفقي ظل الاستقرار.. فإن ما لم يحدث.. يصبح حدوثه مسألة وقت.. والمستقبل كفيل بأن يتحقق وأن نصل إلى ما هو أكثر منه.. هذا الشعور يلازمنا باستمرار.. لأن الملك الإنسان يعيش معنا.. ولنا.. وبنا.. ونعيش معه وفي ظل وجوده.. وتمام صحته وعافيته.. إن شاء الله كل صنوف الإحساس بالطمأنينة .. لأنه إنسان نادر في إخلاصه لبلده.. ومحبته لشعبه.. ووفائه لثوابت أمته.. وصدقه مع نفسه ومع الإنسانية أجمع.. بإحساسه الفياض بآلام الآخرين وتعاطفه معهم .. وعمله الدؤوب من أجل غرس غراس الخير .. والوئام .. والمحبة في كل مكان.. في كل أرض.. في كل بلدان العالم وعند وبين شعوبه.. ملك إنسان هذه خصائصه.. وتلك حقيقة مشاعره كيف لا نخاف عليه.. وكيف لا نقلق على صحته وهو يعاني من أجلنا كشعب ويتحمل الكثير من أجل بلدنا.. وسلامتنا.. فلك الله يا سيدي.. وقلوبنا معك في كل الأوقات.. ودعاؤنا من بيت الله الحرام.. ومن مسجد الرسول الأعظم.. من مكة والمدينة.. ومن كل مدينة وقرية.. ومن كل حاضرة وبادية.. من كل قلب ينبض بحبك في هذا الوطن الكبير بك.. والآمن بك.. والمتفائل بوجودك.. فليحفظك الله.. وليخفف عنك آلام الجراحة الجديدة.. وليكتب السلامة لك من كل سوء.. وليرعاك برعايته.. ويعطيك على قدر نواياك الطيبة.. وأعمالك المخلصة لوجهه تعالى.. وعلى قدر إنسانيتك التي شملت القريب والبعيد وجعلت الجميع يلهجون بالدعاء الخالص لك من كل قلوبهم.. ومن كل نبضة في مشاعرهم.. فلأنت بالنسبة لنا "الخير كله" والسعادة كلها.. والطمأنينة التي تخيم على كل بيت.. وعلى كل قلب.. وعلى كل نفس.. حفظك الله.. ورعاك.. ونجاك.،،، *** ضمير مستتر (هناك من نحبهم.. ولا نستطيع الحياة بدونهم)