أكد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل أن الرئاسة بصدد المشاركة في تنفيذ استراتيجية وطنية للشباب أعدت من قبل وزارة التخطيط، لتغطي جميع ما يخص الشباب، وسيكون الجزء الرئيس في الاستراتيجية في متناول الجميع قريباً وسيطلع عليها الأكاديميون والباحثون للإفادة برأيهم عن أي نواقص. وقال في محاضرة في الجامعة الإسلامية مساء أول من أمس بعنوان "الشباب.. الواقع والمأمول" وحضرها جمع من المسؤولين والشباب والإعلاميين: " خادم الحرمين الشريفين وولي العهد دائماً يوصوننا كمسؤولين بالالتقاء بالمواطنين كل فيما يخصه، ولعلي أستذكر حدثاً قبل قليل، فقد تلقيت برقية من خادم الحرمين الشريفين يستفسر عن أحد الإخوة العاملين في الأندية من دولة إسلامية وحصلت له مشكلة فأرسل برقية يسأل عن مشكلته وتفاصيلها، وهذا هو عبدالله بن عبدالعزيز يهتم بالتفاصيل ويسأل عن حال كل من يتعرض لمشكلة، وكل مسلم على هذه البلاد هو مسؤولية القيادة ومسؤولية كل واحد منا، فهذا الوطن يختلف عن باقي الأوطان، وكلنا نتشرف هنا بأننا لخدمة الحرمين الشريفين وكل مواطن يجب أن يعي هذا الأمر أنت اليوم رسالتك مختلفة سواء في داخل السعودية وخارجها، هذا الوطن ليس حدوداً جغرافية فقط ولا ذكرى وتاريخاً بل هو حاضر ومستقل الجميع، وهو بيتي وأسرتي وسكني، وكل ما تهتم به هو لصالح الوطن، فإن كان اهتمامك بأسرتك وبيتك وقبله بدينك فإن شاء الله ان الوطن مقبل على خير. واضاف: كثير ممن يقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يقرؤها على أنها تاريخ لا على أنها منهج حياة، هي ليست ذكرى للاستفادة فقط بل هي منهج حياة في كل شيء من المأكل والمشرب إلى أعظم الأمور وهي لقاء الإنسان بربه كل يوم في الصلوات، وغيرها من مستلزمات الدين الحنيف، أذكر هذا الكلام لأنني أتشرف أنني واحد منكم، وأعرف أن كثيراً من الشباب أصبح ينظر إلى مزايا الغرب، نعم نأخذ منهم ما ينفع وما يصلح وأيضاً هم يأخذون منها ما ينفع وما يصلح، وهو الرسالة المحمدية التي تنفع البشرية جمعاء، وعندما يكون هناك تطور علمي أو تقني أو غيره يجب أن نأخذه بما لا يتعارض مع ديننا". وأحب أن أقول إني أسعد بالتواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مع من نتشرف بخدمتهم وهم شباب بلادي، وعندها أجد كثيراً من الشباب يطرح طرحاً يتعجل فيه الأمور ويريدها بين عشية وضحاها، وهناك شباب يطرح طرحاً يائساً وهنا أذكر بتاريخ هذه البلاد إذ كانت في زمن لا يتصور الإنسان كيف ستحصل فيه هذه النهضة، ومع ذلك بنيت هذه البلاد وستبني مستقبل شعبها، ولذلك أتمنى من الجميع أن يأخذ من هذه الوسائل المتقدمة ما ينفع ويترك الأمور التي لا تعود بالنفع لا على نفسه ولا دينه ولا مستقبله، كثير من المواقع الإلكترونية الغرض منها هو الربح المادي، بمعنى أنها تطلب زيادة أعداد الزوار لزيادة دخلهم من الإعلانات وسيضعون أي شيء ليلفت النظر، ولكن الإنسان بعزيمته وثقافته ودينه يحصن نفسه عن هذه الأمور، وعلى الجميع أن يتقي الله ويعرف أن كل كلمة وكل حرف كتبه فهو محاسب عليها أمام اللله عز وجل. وقال الأمير نواف بن فيصل: "لنكن واقعيين فبدون ميزانيات واضحة يصعب إيجاد العمل واستمراره، وهناك تنسيق مع الغرف التجارية ورجال الأعمال والشركات في رعاية مناشط الشباب المختلفة، وهذا العمل سيكون مستعجلاً وسيتحقق في فترة قصيرة إن شاء الله ولكن لن يمر يوم إلا ويكون هناك نشاط واضح والأهم من ذلك أن يكون مستمراً، فلا نريد نشاطاً ليوم أو أسبوع ثم ينقطع، بل نريد المناشط أن تكون مستمرة طول العام، وأن تكون الأندية وبيوت الشباب مفتوحة للمنتسبين لها طوال العام، ونسعد في رعاية الشباب بتوجيهات الدولة والشراكة مع القطاع الخاص ان كل مكان يمكن أن توفر فيه وظائف للشباب فهذا ما نسعى إليه".