يبدو للزائر من النظرة الأولى أنه أمام مستودع عتيق ، لحفظ ماضي الزمان والمكان مبنى خرساني عديم الشكل ، يجثم على مساحة ترابية داكنة ،يحيط به عدد من المباني المقامة بقدرات ذاتية من إنسان تلك الأرض المنسية من خارطة التنمية منذ عقود ... ولكن مهلا فالمبنى ليس مستودعاً إنها مدرسة ابتدائية تحمل اسم قاع الشقيق ، تعج مع مطلع كل فجر جديد بعشرات من معلميها ومئات من الطلاب .. ينهلون العلوم والمعارف ، وفق السياسة التعليمة والتربوية للمملكة .. و«الرياض» وهي ترصد بعدستها معاناة هذه المدرسة مع طبيعة بيئة لا تهدأ موجاتها الترابية ولا تعرف السكون طوال العام .. تتساءل عن مصير منسوبيها من معلمين وطلاب وهم وعلى مدار ست ساعات يوميا يتنفسون شهيقا وزفيرا أرطالاً من الأتربة ، وكيف سيكون تحصيل طلاب المدرسة مع هذه البيئة القاسية ، والأهم من ذلك ماذا عن صحتهم البدنية كل ذلك نوجهه لمعالي وزير التربية والتعليم الدكتور ، عبد الله العبيد، ولا نعلم سبب صمت المسؤولين عن المدرسة وقبلهم صمت مسؤولي الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة جازان باعتبار المدرسة تقع في دائرتهم ،وذلك في المطالبة بمعالجة وضعها الصحي والبيئي،ونحن نقول إذا لم يتمكن تعليم جازان من تغيير أو تشييد مبنى آخر، فلا أقل من أن يقوم باستغلال هذه المساحة الجرداء بالتشجير ، الذي لايكلف الكثير لاسيما وأن هذه الأرض ذات جودة عالية في تربتها الزراعية ومصادرها المائية القريبة .