أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضابطاً برتبة عميد اغتيل وأُصيب نحو 32 جندياً بجراح خلال اشتباكات ليلية مع عناصر منشقة في محافظة حمص. وقال المرصد المعارض ومقره بريطانيا في بيانات امس الجمعة «إن العميد برهان حميش اغتيل أمام منزله في حي عشيرة بمدينة حمص». ونقل عن ناشط من المدينة، لم يسمه «أن العميد حميش رفض الخروج إلى منطقة الرستن بعد توجيه أوامر له بذلك، وقامت سيارة بيضاء يُعتقد أنها تابعة للشبيحة بإطلاق النار عليه على باب منزله». واستهجن مصدر سوري مسؤول في حديث هاتفي مع يونايتد برس انترناشونال ما ورد حيال اغتيال العميد حميش مؤكدا أنه «استشهد أمس في الرستن إثر إصابته بطلق ناري في الرأس على يد المجموعات الارهابية المسلحة». واضاف المرصد أن «مظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة امس في احياء باب السباع وباب هود والخالدية والحمرا والقصور والغوطة وباب دريب الوعر في مدينة حمص تهتف باسقاط النظام وتتضامن مع الرستن». وقال «إن شاباً استُشهد امس في محافظة حمص متأثراً بجراح أصيب بها خلال حملة أمنية في الأول من سبتمبر الجاري، كما وردت انباء مؤكدة عن اصابة نحو 32 جندياً بجراح خلال اشتباكات ليلية مع عناصر منشقة في محيط بلدتي تلبيسة والرستن واسعفوا الى المشفى العسكري في حمص». ومع بداية شن المنشقين من الجيش هجمات على القوات الحكومية أبدى خبراء دوليون خشيتهم من انزلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا والتي يغلب عليها الطابع السلمي الى حرب أهلية لها عواقب إقليمية أوسع نطاقا. ويقول جوليان بارنز ديسي المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في كونترول ريسكس لاستشارات المخاطر ومقرها لندن «من الواضح أن استراتيجية المعارضة السلمية تتقهقر في مواجهة رد فعل الأسد الوحشي والدعوة للقتال تكتسب تأييدا بوصفها السبيل الوحيد لإزاحة النظام». وأضاف «السؤال الأساسي هو ما اذا كان هذا سينتشر ويؤدي الى انقسام حاسم في صفوف الجيش». وتعتقد الغالبية أن هذا الاحتمال غير مرجح. ويقول خبراء إن الخطر يكمن في أن كلا الجانبين يشعران بأنهما لا يستطيعان التراجع فالمعارضة تخشى من الملاحقة والقتل اذا استطاع الأسد تأكيد سيطرته مجددا بينما يخشى العلويون وغيرهم من الجماعات المتحالفة معه من الانتقام اذا رحل. وفي حين قد يكون لدى البعض في المعارضة السورية التي لا تحظى بدعم كبير نوعا من الطموحات بتكرار نجاح نظرائهم في ليبيا ودخول العاصمة في نهاية المطاف والسيطرة على الحكم فإن قلة من المحللين هي التي تعتقد أن هذه نتيجة معقولة يمكن أن تتحقق قريبا. ويقول انتوني سكينر مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمابلكروفت لاستشارات المخاطر السياسية «من المرجح أن يستغل النظام هذا لتبرير وتكثيف حملته الدموية. «هذا يزيد خطر انزلاق سوريا الى حرب أهلية». في هذه الاثناء اعلنت لجنة التحقيق الدولية حول الانتهاكات المرتكبة في سوريا امس انها «تأمل» بالقيام بتحقيقاتها في سوريا لكنها اقرت في الوقت نفسه بانها لم تحصل بعد على ترخيص من السلطات السورية بهذا الصدد. وصرح رئيس اللجنة البرازيلي باولو بينيرو في مؤتمر صحافي «نامل بتعاون السلطات السورية وبان تسمح لنا بلقاء مختلف المسؤولين وزيارة اماكن عدة» من البلاد. واضاف بينيرو «من المهم ان تتعاون الحكومة معنا»، الا انه اقر بانه «لم يحصل بعد على رد» من قبل دمشق.