قبل فترة سعيت للحصول على كتب الرحلات لمقتضيات بحثية صرفة ومما عثرت عليه رحلة العياشي الطبعة التي فازت بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لعام 2005م ففرحت بها لندرة النسخة الحجرية ولأنها فائزة بجائزة محكمة ؟ وبتحقيق اثنين من الدكاترة وعليه فهي لابد أن تحقق أعلى نسبة من صحة النص الرئيس والتعليق عليه بما يفيد القارئ ولكن النص الرئيس جاء مرتبكا في بعض مواضعه وجاءت التعليقات مضللة وخاطئة في كثير من المواضع بل أن الأخطاء الموجودة في هذه الطبعة لا يقع فيها مبتدئ التحقيق وأنا هنا لم استقص جميع ما في هذا الكتاب من أخطاء وإنما ذكرت نماذج من الجزء الأول فقط . . والحر تكفيه الإشارة. في التعليق خطأ مطبعي ج1/87 زروت : والصحيح زورت جاء في متن الرحلة ج1/ 90 (( . . . وحسبك ما نقله ابن الحاج في مدخله عن المرجاني وابن أبي جمرة ,. . . )) وعرف بابن الحاج وذكر أنه توفي سنة 529هجرية وعرف بأبي جمرة وذكر أنه توفي سنة 675هجرية والنص هنا ملتبس وقد راجعت نص المدخل في مظانه ولا يوجد ذكر للمرجاني وابن أبي جمرة خصوصا أن أبي جمرة لا يمكن أن ينقل عنه ابن الحاج لأن ابن الحاج متقدم عليه بمئة وأربعين سنة تقريبا هذا في حال أن قراءة النص صحيحة. في ج1/92 جاء في متن الرحلة (( . . . ووقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكور . . . )) وعلق المحقق هنا بقوله : (( أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران النيسابوري المعروف بالإسماعيلي الإمام الحافظ توفي سنة 295هجرية )). وتعليق المحقق خطأ والصحيح أن المقصود هو (( أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني صاحب المستخرج على الصحيحين والمتوفى سنة 371 هجرية )) وحيثما أطلق الإسماعيلي في فتح الباري فهو المقصود . ج1/98 قال المؤلف : (( قال القراقي في القواعد وتبعه الزركشي في الخادم . . . )) وعلق المحقق هنا على القرافي وذكر أنه توفي سنة 1008هجرية وعلق على الزركشي وذكر أنه توفي سنة 749هجرية. هنا خطأ وطامة أما الخطأ فهو تحديده القرافي " ببدر الدين محمد بن يحيى القرافي" وذكر أنه توفي سنة 1008هجرية والصحيح أنه "شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس المصري المالكي القرافي توفي سنة 684هجرية " صاحب كتاب الفروق . أما الطامة فجعل المتقدم المتوفى سنة 749 هجرية وهو الزركشي ينقل عن رجل توفي سنة 1008هجرية . في ج1/98 في الهامش رقم 3ورد تاريخ وفاة الشيخ عبد القادر بن مغيزل الشاذلي بعد سنة 594هجرية. والصحيح سنة 894هجرية كما ورد في معجم المؤلفين. جاء في ج1/99 عند قوله (( وقال ابن بطال )) وعلق المحقق هنا (( أبو عبد الله بن بطال بن مهدي التميمي فقيه محدث . . . توفي سنة 366هجرية . . . )). وهو خطأ فالمقصود بابن بطال في النص المحقق هو ((المحدث العلامة أبو الحسن، علي بن خلف بن بطال البكري، القرطبي، ثم البَلَنْسي، ويعرف بابن اللَّجَّام )) شارح صحيح البخاري المتوفى سنة المتوفى سنة 449 هجرية وقد نقل كلامه بنصه ابن حجر في فتح الباري. جاء في ج1/173 جاء في متن الرحلة (( . . . فيه ابن الشاط على الفروق من تأليف الفقيه راشد في الحلال والحرام . . . )). النص هنا ملتبس والأولى أن يأتي النص هكذا ((. . . فيه ابن الشاط على الفروق [ و ] تأليف الفقيه راشد في الحلال والحرام . . . )). جاء في متن الرحلة ج1/197 : (( . . . قلت وفي الرسالة القشيرية عن بعض الفقراء قال : دخلت مدينة اليهودية بأرض المغرب . . . )). وعلق المحقق : (( لم يرد ذكر هذه المدينة في الطبعة التي اعتمدناها من الرسالة القشيرية )) ولم يذكر المحقق الطبعة التي اعتمدها أما النسخة المتوفرة عندي من الرسالة القشيرية فقد ورد فيها اسم مدينة اليهودية في " أحكام السفر " ص292طبع دار الجيل. جاء في ج1/272 المتن (( . . . فأول المنازل البركة المباركة . . . )). وعلق المحقق هنا بقوله: (( البركة: موضع على بركة من برك النيل، وفيه محل اجتماع الركبان. . . )). المقصود هنا بركة الحاج . جاء في ج1/278 (( ثم سرنا إلى النواظر ورأس الوادي المنصرف . . . )) وعلق المحقق هنا بقوله: (( المنصرف: موضع بين مكة وبدر، بينهما أربعة برد: معجم البلدان: المنصرف. )). المنصرف المذكور هنا في متن الرحلة غير المنصرف الذي ذكره ياقوت في معجم البلدان فهما مما اتفق اسمه واختلف مكانه وكثير ما يرد هذا الموضع في كتب مسالك الحج المصري. وعلق في ج1/278 على قوله (( ثم سرنا إلى واد القباب )). بقوله: (( القباب موضع بنجد على طريق حاج البصرة:معجم البلدان: القباب. )) القباب المذكور بنجد عند ياقوت غير القباب التي ذكرها العياشي فقباب العياشي من أعمال مصر . وعلق في ج1/305 على قوله: ((. . . ثم سرنا من ينبع إلى دهناء . . . )) بقوله : (( الدهناء رمال في طريق اليمامة إلى مكة لا يعرف طولها ، وأما عرضها فثلاث ليال وهي على أربعة أميال من هجر // معجم ما استعجم ج2/559رحلة العبدري ص163 )). الدهناء المذكورة هنا في متن الرحلة قرية بعد ينبع يقول ياقوت في كتاب (( المشترك وضعا المفترق صقعا )) ص188(( الدهناء قرية على ميل من ينبع وهي الآن لقوم من بني الحسن رضي الله عنه يقال لهم بنو إبراهيم بها عين جارية ونخل )). ج1/308 جاء في المتن (( . . . ولم ننزل بقرية عسفان بل صلينا الظهر في مسجدها وسرنا ومررنا بالأرض المسماة برقة . . . )). وعلق المحقق هنا بقوله: (( برقة: موضع بالمدينة. . . معجم البلدان . . . )) برقة هذه بعينها ليست في المدينة بل الأقرب لها مكة خصوصا إذا علمنا أن عسفان تبعد عن مكة 80 كيلا شمال وبرقة بعد عسفان . ج1/311 (( ووصلنا ثنية كداء وبعدها المعلى . . . )). وعلق المحقق هنا بقوله (( المعلى: من مقابر المسلمين بالبقيع. . . )). الصحيح أنها في أول طريق الحجون على يمين المتوجه إلى الحرم المكي الشريف أما البقيع ففي المدينةالمنورة. ج1/313 جاء في الهامش (( الشبيكة : بين مكة والزاهر على طريق التنعيم ، ومنزل من منازل حاج البصرة . . . )). الصواب : (( الشبيكة : بين مكة والزاهر على طريق التنعيم ، منزل من منازل حاج البصرة . . . )) من غير واو العطف. ج1/314 (( . . . ومنها يشرف على مقبرة مكة المسماة بالحجون . . . )). وعلق المحقق هنا بقوله : (( الحجون : مقبرة أهل مكة تجاه دار أبي موسى الأشعري : معجم ما استعجم . . . )). وجاء في متن ج1/315 (( . . . ولما نزلنا من الثنية أنخنا الركاب بالحجون وسط المقبرة للضرورة . . . )). وعلق المحقق هنا بقوله : (( الحجون : موضع بمكة عند المحصب ، هو الجبل المشرف بحذاء المسجد الذي يلي شعب الحرارين إلى ما بين الحوضين اللذين في حائط عوف : معجم ما استعجم . . . )). هذان التعليقان يشعران أنهما موضعان يسميان الحجون والصحيح أنه موضع واحد ورد فيه جميع هذا التعليق في معجم ما استعجم ومعجم البلدان . ج1/372 (( . . . ونزلنا برباط سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق . . . )). وعلق المحقق هنا بقوله: (( إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن كان من وجوه بني هاشم وأفاضلهم، توفي ببغداد سنة 210 هجرية. . . )). وهنا خطأ من المحقق في تحديد شخص إسماعيل بن جعفر الصادق والصحيح أنه إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا وإسماعيل هذا هو الذي تنسب إليه الفرقة الإسماعيلية . ج1/479 جاء في متن الكتاب (( . . . وأول ما يقرؤون في العربية عندهم العوامل للجرجاني . . . )). وعلق المحقق هنا بقوله: (( العوامل في النحو لأبي علي حسن بن أحمد الفارسي المتوفى سنة 377هجرية. . . )). وتعليق المحقق هنا خطأ والمقصود كتاب العوامل المائة في النحو للشيخ عبد القادر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471هجرية وهو من كتب الطلبة المتداولة والمقررة . ج1/483 (( . . . فسمعت عليه بعض أحاديث الصحيحين وبعض المنهاج في فقه الشافعية. . . )). وعلق المحقق هنا بقوله : (( منهاج الدين كتاب في شعب الإيمان ، وهو الشيخ الإمام أبو عبد الله حسين بن الحسن الحليمي الجرجاني الشافعي المتوفى سنة 403هجرية. الصحيح أن المقصود هنا كتاب (( منهاج الطالبين )) في فروع الشافعية للإمام محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي المتوفى سنة 676هجرية وهو كتاب مشهور في فروع الشافعية وحيثما أطلق مسمى المنهاج في الفقه الشافعي فالمقصود هذا الكتاب ، أما الكتاب الذي عرف به المحقق فهو في شعب الإيمان وهناك بون شاسع . هذا ما تيسر انتقاؤه من أخطاء محقق رحلة العياشي كنماذج للدلالة على تردي واقع بعض المحققين وتجاوزاتهم .