هل فقرنا تعجز عن تحجيمه قدرات ثرواتنا؟.. ثروات الناس وليس الدولة.. أجزم أن ثروات الأغنياء ليست محجوبة عن مسارات التوجّه إلى أصحاب الاحتياج.. لكن هل هذه المسارات صحيحة الاتجاه؟.. هل هناك شمول بحث عن مواقع وجود الفقر؟.. أجزم أن قدرات «الدفع» موجودة؛ لكن ما هو داخل الشك هو معرفة ما إذا كانت هذه القدرات تصل إلى أهدافها المطلوبة.. الذين بدأوا من مواقع البدايات لحياتهم، لنشاط شبابهم، لوجود جهودهم في مجالات الكسب فيهم كثيرون ملكوا تميّز الحس الإنساني وكرم البذل بإضافة الإحسان إلى ضرورة الزكاة، أي أنهم يدفعون باتجاهين نحو الإنسان الفقير.. اجتمعت ظهر أمس بالأستاذ أحمد بن عبدالله الراجحي مع عدد من زملائه وكان الحوار بيننا يتناول أوضاع البذل الإنساني داخل مجتمعنا، وكيف لا تروض حقيقة صارخة تؤكد أننا في موجودات أسرنا وأفرادنا المالية ومعها فرص الاستثمار بتعددها نتفوق على أي بلد عربي آخر.. كذا إدراك حقيقة أن هناك شعوباً عربية عديدة لن تتمكن من مواجهة تعدّد سطوة الفقر وتكاثرها داخل مجتمعاتها، لأن رقم الأغنياء ومعهم مَنْ ليسوا في موقع الحاجة لا يصلون إلى خُمس عدد السكان.. إذاً ليس من السهل أن تنجح مهمة هزيمة الفقر.. في مجتمعنا ممكن.. لكن وفق خطط مشاركة اجتماعية واعية.. لدينا الغني ولدينا الكريم ولدينا شركات ومؤسسات كبرى وحدها إذا بذلت سوف تقضي على وجود الفقر.. قال لي الأستاذ أحمد الراجحي إنه تم أكثر من اتصال مع جميع المؤسسات الخيرية كي تلتقي في مشروعية جهود مشتركة عبر وزارة الشؤون الاجتماعية في زمالة العمل المشترك عبر مشروع الخير الشامل.. وذلك للاستفادة من إمكانية الانطلاق الالكتروني المزود بمختلف الأهداف ومختلف الغايات والقدرات لخدمة الأوضاع الاجتماعية الشعبية وغيرها.. نعم.. نحن لدينا أغنياء مميزون.. ولدينا كرماء مميزون.. لكننا الأحوج إلى أُطر تنظيم تصحيح مفهوم الزكاة وتوحّد جهود الصدقات من ناحية، والمشاركة الفردية أو المؤسساتية لدعم مَنْ هو محتاج.. ليس هذا الجانب فقط؛ لكن أيضاً ابتكار وجود منطلقات اقتصادية فرعية من ملكية أصحابها يكون هدفها ممارسة التأهيل لمستويات من العمل المختلفة القدرات والكفاءات حتى يتمكن الفرد وتتمكن الأسرة من معالجة مسببات عجزهما..