لم تكن الخسارة التي تعرض لها الهلال من الشباب بهدفين دون مقابل في الجولة الثانية من مباريات دوري زين مفاجأة للكثيرين، بل كانت متوقعة في ظل التغيير الكبير الذي احدثته الادارة في صفوف الفريق خصوصا في جانب اللاعبين الاجانب، لكن الخسارة, وفي هذا الوقت, لا تعني بان الهلال فقد فرصة المنافسة على البطولة او انه سيتنازل عن اللقب لأن الدوري ما يزال في بدايته. غابت هيبة الهلال امام الشباب, واهتزت صورته الزاهية, وانطمست هويته, وعجز لاعبوه عن تقديم المستوى المنتظر في مباراتين متتاليتين دوريا, على الرغم من الانفاق الهائل الذي بذلته الادارة في سبيل دعم وبناء الفريق في مرحلة التسجيلات الاخيرة، لا نستبعد ان تستمر معاناة الهلاليين في الجولات المقبلة, ليس بسبب وجود فوارق فنية بينه والفرق الاخرى، ولكن لضعف اعداد الفريق, وعدم تجانس اللاعبين مع بعضهم البعض, اضافة الى وجود فراغ اداري لم يمنحه الرئيس القدر الكافي من الاهتمام. صحيح ان الهلال اضاع فرصا كثيرة في مباراة الشباب, وصحيح انه كان يمكن ان يصل لمرمى وليد عبدالله اكثر من مرة لولا سوء الطالع الذي لازم لاعبيه, لكن ذلك لا يعني ان الفريق كان جيدا, او انه لا يستحق الهزيمة، خسر الهلال من الشباب لان ادارته اهملت تدعيم الفريق في الجوانب الدفاعية, وزادت على ذلك بالتفريط في لاعبي المحور المميزين واحدا تلو الآخر, دون ان تدرك عواقب ما قد يحدث بعد ذلك من متاعب. شاهدنا عمر الغامدي الذي استغنى عنه مدرب الهلال السابق جيريتس لاسباب غير معروفة وبموافقة فورية من الادارة, وهو يصول ويجول في الملعب ويسكب كل خبراته ويقدمها لمصلحة الشباب وينجح مع زملائه في منع وصول الخطيرين المغربي يوسف العربي والكاميروني ايمانا لشباك فريقه ثم جاء التفريط في لاعب المحور الآخر خالد عزيز ببيع عقده لنادي الشباب ايضا في تصرف اقل ما يوصف بانه يفتقد للحكمة والكياسة على الرغم من الاخطاء الكثيرة التي وقع فيها اللاعب وغيابه المتكرر عن التدريبات. كان من الممكن ان يتم التخلص من عزيز الذي لا يرغب في تواجده مدير الكرة ومدرب الفريق بالاعارة كما فعلوا مع ياسر القحطاني لا ببيع عقده، ثم ما هي الحكمة في بيع عقود نجوم بهذا الثقل, كالغامدي وعزيز لفريق منافس؟, الم يكن من الاجدى والامثل ان تتم اعارتهما لفرق اخرى غير الشباب الذي يعتبر المنافس الرئيسي للهلال بجانب الاتحاد محليا. نحمد الله ان تألق الغامدي في مباراة فريقه مع الهلال كان بحضور المدرب السابق للهلال البلجيكي جيريتس الذي كان سببا في ابعاده عن الفريق الازرق والذي نعتقد بانه وقف بنفسه وعلى الطبيعة على الجرم الذي ارتكبه في حق الهلال وهو يفرط بلاعب بهذا الحجم. لا نعتقد ان ادارة الهلال بقيادة الامير عبدالرحمن بن مساعد كانت سعيدة بقرار موافقتها على بيع عقد عمر الغامدي للشباب بعد عامين من الواقعة وهي تشاهده يتألق بشكل لافت مع فريقه الجديد، لكننا نامل منها ان تستفيد من هذه الحادثة.