بدأ فريق الهلال الكروي يجني ثمار العمل الاحترافي الاصلي الذي ارسى دعائمه رئيس مجلس ادارة ناديه الامير عبدالرجمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد وبقية اعضاء مجلس الادارة. اختار الهلال الطريق الصعب لخوض غمار تجربته الاحترافية الجديدة فعمد الى طرق ابواب المدرسة الاوروبية واختار منها مدربا مشهود له بالانضباط والكفاءة، ولاعبين مميزين احدهما سويسري والآخر روماني. اعترض الكثيرون على هذا الاختيار في بادىء الامر على اعتبار ان مناخ الكرة في السعودية سيكون غير قابل على التفاعل مع عقلية المدرب البلجيكي جيريتس وطبيعة اللاعبين ويلهامسون ورادوي. لكن اصرار الادارة الهلالية على خوض التجربة الجديدة، وثقتها في نفسها وقناعتها بتطبيقها على ارض الواقع رغم التحذيرات المسبقة، ساهم في تميزها ونجاحها من البداية. فاز الفريق الاول لكرة القدم بلقب الدوري قبل نهايته بثلاث جولات وحافظ على لقب مسابقة كأس سمو ولي العهد لثلاث سنوات متتالية وتأهل فريقه الاولمبي لنهائي مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد. وها هو الفريق يحقق انتصارا كبيرا في اول مشوار له في دوري ابطال آسيا على حساب السد القطري بثلاثية بيضاء وهو يلعب خارج ارضه وبعيداً عن جماهيره. ونتوقع ان يواصل الفريق الازرق تألقه وانتصاراته في بقية الجولات الآسيوية ويتأهل للمرحلة المقبلة، وينافس على لقب دوري الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين. التجربة الاحترافية الجديدة في الهلال بقيادة البلجيكي جيرتس اعادت اكتشاف ياسر من جديد كهداف بارع، وساهمت في اعتدال سلوك خالد عزيز الذي اصبح من الركائز الاساسية في الفريق واحد اهم لاعبيه. ايضا كان لهذه السياسة الحكيمة دور في استمرار توهج الحارس محمد الدعيع الذي راهن الكثيرون على نهايته منذ الموسم الماضي، لكنه قلب التوقعات وظهر وكأنه ابن العشرينات في مباراة السد. منح المدرب جيريتس الفرصة لكل لاعبي الفريق الازرق ولم يحرم احد من حقه في تمثيل الفريق لانه لا يتعامل بالعاطفة، فتألق المحياني، وظهر العابد، وعاد عمر الغامدي بشكل مختلف. لم يكن غريبا ان يخصص المحترف جيريتس وقتا لتدريبات الفريق صباح اليوم التالي لمباراة السد التي فاز فيها بثلاثية بيضاء، حرصا منه على تجهيزه للمباريات المقبلة. لو كان هناك مدرب آخر غيره وادارة كرة لا يتواجد بها مثل المعلم سامي، لتم منح اللاعبين جوازات سفرهم عقب المباراة مباشرة، ولمنحوا اجازة على الاقل ليومين كما كان يحدث في السابق. اصبح الفارق يتسع بين الهلال وبقية الفرق المحلية وبات يكبر بينه والفرق الاقليمية بفضل حرص ادارته على تطبيق الاحتراف بمفهومه الشامل، واذا استمر الوضع على هذا المنوال فإننا قد لا نجد منافسا للهلال في المستقبل القريب لا محليا ولا اقليميا ولا قارياً. ولا عزاء للمقهورين.