بعد أن كانت جماهير الهلال تمني النفس ببطولة جديدة يواصل بها فريقها مستوياته وعروضه القوية وتتوج عطاء الموسم بطعم خاص عبر بوابة الفريق الأكثر منافسة الاتحاد اصطدمت جميع الطموحات بإصرار الاتحاد على وضع بصمته في نهاية الموسم من خلال مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. وعلى الرغم من أحقية الاتحاد باللقب عطفا على المستوى القوي الذي ظهر به باعتراف الأطراف الهلالية إلا أن أداء الهلال أثار العديد من علامات الاستفهام التي تبحث عن إجابات عن سر الظهور المتواضع على عكس عطاء الفريق طوال الموسم. «شمس» حملت جميع الاستفسارات وتوجهت بها إلى القريبين من مسرح الأحداث الزرقاء وعلى رأسها من المسؤول عن سقوط الهلال أمام الاتحاد وما الذي يدور في الخفاء وهل يصنف إبعاد خالد عزيز عن التشكيلة ضمن إطار المكابرة التي قادت الفريق لهذه النتيجة أم أن التكتيك أجبر مدرب الفريق البلجيكي على هذا التصرف؟ فيما أكد قائد فريق الهلال الدولي المعتزل صالح النعيمة أن القناعات أدت إلى الخسارة: « لو تنازل المدرب جيريتس عن بعض قناعاته لأصبح الهلال هو البطل من دون شك إلا أن الهلال قدم البطولة على طبق من ذهب للاتحاد الذي أتى إلى الرياض من أجل تأدية المباراة فقط فتفاجأ بفريق الهلال هو من يقدم نفسه للاتحاد». وحمل النعيمة مدرب الهلال جزءا من مسؤولية الخسارة: « فقد الهلال القوة العاشرة المتمثلة ب«رادوي» وكان لديه محمد الشلهوب وخالد عزيز اللذان لو شاركا من بداية اللقاء لأصبحت البطولة هلالية ولكن رؤية جيريتس بعقاب عزيز الذي تغيب عن تدريب أدت إلى إبعاده». ولم يخفِ النعيمة تأييده لقرار جيريتس بمعاقبة عزيز: «نحن مع جيريتس من دون شك ولكن في مثل هذه المباريات لا بد من التنازل عن بعض القناعات «فالله غفور رحيم» وكان يجب أن يعفو عن عزيز، حيث إنه من غير الممكن أن يكون فاقدا لرادوي ويحتفظ بخالد عزيز ومحمد الشلهوب في مثل هذه المباراة النهائية التي يعد من الصعوبة خوضها بلاعبين مثل نواف العابد وسلمان الفرج اللذين يعدان مستقبل الهلال القادم». وعلى الرغم من تمني النعيمة أن يحقق فريقه جميع البطولات إلا أنه يدرك أنها ليست حكرا على الهلال في ظل وجود أندية منافسة تبحث عن بطولة مثل الاتحاد الذي يستحق التهنئة:«أحب أن أهنئ الاتحاد وعضو الشرف الذي صفق لحصول رادوي على البطاقة الصفراء الثانية أمام النصر». وشكر النعيمة جماهير الهلال في المقام الأول، حيث رفع قبعته تحية تقدير واحترام لهم: «الهلال حقق بطولتين من أصل أربع كما أنه وصيف في بطولتين، وهذا الأمر يعود للثقة التي وضعتها الإدارة ممثلة برئيسها الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه نواف بن سعد اللذين لم يقصرا مع الفريق وقدما الغالي والنفيس من أجل إسعاد الهلاليين»، ووصف النعيمة مدير الفريق سامي الجابر بالإداري المميز: «استطاع سامي بتعامله وحسن إدارته عمل فريق منضبط بشكل احترافي ويستحق الشكر على ذلك إلى جانب المدرب جيريتس الذي قدم فريقين أساسيين». ومن وجهة نظر فنية انتقد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد ظهور فريق الهلال بالشكل الذي ظهر به أمام الاتحاد: « لم يقدم البلجيكي جيريتس مباراة تشفع له بالفوز على الاتحاد وتحقيق اللقب الذي كان هو السبب في خسارته من خلال تغييراته الفنية التي لم تغير من أداء لاعبي فريقه في ظل الأفضلية الاتحادية بالانتشار السليم في الملعب وإيقاف خطورة الهلال عن طريق السويدي ويلهامسون، وهو الأمر الذي قابله شجاعة كبيرة من الأرجنتيني انزو هيكتور مدرب الاتحاد الذي أبدى رغبة واضحة للانتصار على الهلال وتحقيق اللقب الذي تخصص في إحرازه مرتين كانت الأولى مع الشباب والآن مع الاتحاد». ونظرا إلى أن جيريتس يتعرض للائمة الأكبر فقد كان لا بد منه أن يدافع عن نفسه من خلال تبرير تراجع مستوى فريقه الذي اعترف به: « لم نكن في مستوانا المعهود وواجهنا خصما قويا كان يبحث عن البطولة بأي ثمن ولا ننسى أننا الفريق الوحيد الذي لعب كامل الموسم بالمستوى نفسه، وكان لا بد من هبوط مستوى فريقنا في أي مباراة، وهذا ما حدث في لقاء الاتحاد إذا كنا صريحين مع أنفسنا فإننا لم نقدم ما يشفع لنا بإحراز اللقب والاتحاد يستحق اللقب لما قدمه من مستوى جيد». وأرجع نائب رئيس نادي الهلال السابق المهندس طارق التويجري سقوط فريقه في نهائي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين إلى الإجهاد البدني الذي يعانيه اللاعبون: » الهلال شارك في جميع بطولات الموسم بكامل قوته الفنية، وكان الإجهاد واضحا على اللاعبين في لقاء الاتحاد¡ على الرغم من أن اللقاء انتهى بركلات الترجيح التي ابتسمت للاتحاد وأدارت ظهرها للاعبي الهلال الذي لم يوفق في هذا اللقاء». ووضع التويجري غياب رادوي ضمن الأسباب الأساسية التي أثرت في مستوى الفريق: «الروماني رادوي له ثقل كبير في وسط الميدان وغيابه كان مؤثرا في النهائي الذي افتقد الهلال فيه إلى حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم إلى جانب أن الهلال كان منشغلا كثيرا في المباراة الآسيوية التي تجمعه مع بونيودكور الأوزبكي ما جعل تركيز اللاعبين يقل في نهائي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، والنهائيات عادة لا تخضع لأي مقاييس، بالإضافة إلى أن المدرب البلجيكي جيريتس لم يوفق في إدارة المباراة وتحقيق اللقب». وأكد نائب رئيس نادي الهلال السابق أن خسارة البطولة من الاتحاد ليست نهاية المطاف: «السجال لا يزال مستمرا بين قطبي الكرة السعودية الهلال والاتحاد منذ أن بدآ قبل عشرة أعوام تقريبا والمباريات التي تجمعهما دائما ما تكون ثرية بين أبرز النجوم وهي تخدم في المطاف الأخير الكرة السعودية». وكان لجماهير الهلال رأي في المواجهة، حيث ترى أن المدرب جيريتس يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لأنه لم يتنازل عن عقوبة إيقافه لخالد عزيز وتسليم زمام الأمور للاعبي الاتحاد للفوز بالكأس من خلال المغامرة بإشراك عمر الغامدي وسلمان الفرج في محور الملعب اللذين لم يشاركا مع الفريق منذ وقت طويل، وطالبت إدارة الهلال بالتدخل لإيقاف مثل هذه الأمور التي تضر بمصلحة الهلال الذي ينتظره مواجهة قوية أمام بونيودكور الأوزبكي في البطولة الآسيوية التي طال انتظارها للجماهير الهلالية.